مسكين أوكامبو، فهو بحاجة إلى قواميس لفك طلاسم عنواني هذا.. ولابد له من الحصول على قواميس العامية السودانية الصعبة عليه. وبالمثل يحتاج للكثير لفك طلاسم الشخصية السودانية المستعصية عليه في تركيبتها ومصطلحاتها.. فالأرجوز أوكامبو الذي ظل يقفز كل حين وآخر وكأن لديه غبينة مع الرئيس البشير، ظل يملأ الدنيا زعيقاً ونعيقاً، ولم يلتفت إليه غير بغاث الطير، ليزيد أهل السودان باتهامه لرئيسهم تماسكاً، مما جعل البشير بطلاً قومياً يلتف حوله الناس.. وفي الانتخابات السابقة كان وحده الذي ليس عليه خلاف حتى وسط الأحزاب المعارضة، مما أدهش المسكين أوكامبو الذي لا يعرف طبيعة أهل السودان.. ويظن أنه يمكن أن يكون اللاعب الأمريكي الذي يحقق أهداف الصهيونية بإضعاف قوة البشير وإدخال السودان في دوامة عنف تمهد لتدخل دولي.. ولأنه لا يفهم إلا طاعة الإشارات التي تأتيه من اللوبيات الصهيونية نجده يقفز في كل مرة وأخرى ليمارس عروض الأرجوز العجوز بعيداً عن القانون.. ولأننا في زمان يضحك فيه العقلاء على الأرجوز ولا شئ يفعلونه غير الضحك عليه، لم يحقق أوكامبو شيئاً في دعاواه عبر المؤسسات التي بها عقلاء منحازون للسودان، والتي كان يخرج منها في كل مرة بخيبة أمل كبيرة تجعله يحمل غبينة على البشير الذي هزمه وظل يهزمه منذ أن تولى الإدعاء الزائف، وظهر من خلال أجهزة الإعلام أرجوزاً يصيح ويصيح ولا شيء يفعله غير الصياح.. إلا أن إرادة الله كانت في كل مرة تجعل من مواقف الارجوز «رب ضارة نافعة».. بتوحد أهل السودان.. والآن وهو يقفز ليؤثر على مفاوضات الدوحة نجد أن التقارير من دار فور تقول إن الوضع على الأرض قد استقر وإن قادة الحركات المسلحة بالخارج يحاربون فقط بالكلام من داخل الفنادق «5» نجوم.. ويريد بقفزه أن يؤثر على سير اتفاقية السلام التي تمد لسانها ساخرة من الأرجوز الذي ليس بوسعه أن يفعل شيئاً غير القفز والصياح بينما البشير يمضي في عهد جديد، واتفاقية السلام تقول كل معطياتها إن الاستفتاء الذي سيأتي في آخرها سيقود للوحدة بحسابات لن تتجاوزها الحركة الشعبية ولن يتجاوزها أهل الجنوب، الذين يقول الانفصال- إن اختاروه- عليهم أن يغادروا الخرطوم وكل ولايات السودان الموجودين بها، والذين يتجاوز عددهم عدد من بقى بالجنوب. أخيراً: إن أوكامبو مهما كانت قوة الدفع التي تدفعه للقفز في كل مرة يجب أن يبقي شيئاً من الماء في وجهه بعد الخسائر التي خسرها في هذا الملف، و لم يجد ما يقوله لأجهزة الإعلام عندما فوجئ بالرئيس البشير ينزل في مطار الدوحة عقب تهديداته باختطاف طائرته، كما لم يجد ما يقوله وهو يهدد باختطاف طائرته المتجهه إلى زيمبابوي لحضور اجتماعات الكوميسا.. إنه لم يستطع أن يختطف في كل الأحوال غير الخيبة، الشيء الذي يجعلنا نقول إن أوكامبو صار من الأوراق العالمية الممزقة التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به.