هناك مجموعة من الشعارات والهتافات التي صاحبت مسيرة العمل الحزبي طيلة السنوات الفائتة وإلى الآن داخل السودان، وظلت تهتف للكيانات السياسية على مر الزمن وأصبح لكل حزب هتاف يتميز به عن الآخر وهي هتافات جوفاء وشعارات فضفاضة مقارنة مع مستوى التنفيذ والتطبيق لها على واقع العملية الحزبية داخل تلك المؤسسات وبين الجمهور، أما المضمون يعني مؤشرات قوية في حالة تمكينها، ستخرج إلى دائرة الضوء وتعمل على تقديم البلد، فلنأخذ شعارات الأحزاب التقليدية، مثلاً الحزب الاتحادي الديمقراطي (عاش أبو هاشم)، فتجد كل المناصرين والمنضوين تحت لواء الحزب يهتفون عاش أبوهاشم، لماذا يعيش أبوهاشم وهو يقبض على زمام السلطة في الحزب كأنه حكم ملكي قد كتبه له الله وكأنه ذاهب معه إلى دار الخلود وهو يحكم قبضته على كرسي الحكم والحزب بشكل دكتاتوري، أما حزب الأمة القومي فشعاره (الله أكبر ولله الحمد)، فالتعظيم والتبجيل والشكر والثناء هي حق للذات الإلهية، فلا كبير فوق الله ولا أحد يمكن أن يحمد غير الله، فالحمد أولاً وأخيراً لله عز وجل، والملك له قبل كل شيء، وعند الأنصار إذا لم تكمل ولله الحمد، فأنت لست أنصارياً، لأن الله أكبر أصبحت تميز المؤتمر الوطني، وأنا أقسم بمن بعث محمداً لو كانت الله أكبر صادقة وهي تخرج من أفواههم لهزت الأرض وحررت فلسطين لكنها تخرج من (الطوق ولي فوق) كما يقول المثل، وهي كلمة حق أريد بها باطل، فالكبير هو الله ولكن ما نراه اليوم في الساحة السياسية السودانية تستحي منه العين، وتخجل له النفس، وتقشعر منه الأبدان، وأنت ترى وتسمعهم يقولون سيدي فلان، فالاتحاديون يقولون سيدي الميرغني، والأنصار يقولون سيدي المهدي، وتراهم يركعون عند أخمص قدميه تبركاً، ويبوسون أيديه تيمناً ورغبة في إبداء فروض الطاعة والولاء لهم، أهناك أبشع من هذه الممارسات القبيحة والمضرة بالدين، فنحن لا ننكر لهاتين الطائفتين دورهما في نشر الدين الإسلامي وتعاليمه في السودان، أما شعارات الحركة الإسلامية فحدث ولاحرج، وعندما تسمعهم يقولون هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه، يتخيل إلى نفسك أن هؤلاء القوم أطهر وأعف من الصحابة، ولا يريدون من الدنيا شيئاً سوى إقامة العدل والكرامة، وكل ذلك على حساب الشعب الطيب المسامح الذي لا عزاء له.