المشفى أو المستشفى.. كل المسميات تؤدى إلى معنى الشفاء من المرض.. وشفى الله كل ذي علة، وكفانا الله شر المرضن وشر ويلاته وشر هناته وأناته. ولكن المؤلم والذى لا يطاق أن تذهب وأنت حائر، وضائع الخطى، تحمل طفلاً صغيراً أو والداً فى غيبوبة، أو والدة تتألم أو أخاً أو أختاً أو أياً كانت صلة القرابة بينكما.. المهم دخل أقرب مشفى لغرض واحد ألا وهو البحث المميت عن ذرة أمل للشفاء، تدخل المستشفى وتتلفت يميناً وشمالاً داخل المستشفى.. يا دكتور المريض الذى بمعيتى اين أذهب به والى أي قسم اتوجه.. رد: (الدكاترة موجودين وعلاجك يا سيدى بإذن الله موجود، ولكن قابل الحسابات أولاً) وقبل كل شئ.. طيب نوقف النزيف، أو الاستفراغ، أو الخروج من حالة الغيبوبة، أو نوقف الصراخ والأنين، فأنين أحبائنا لا نحتمله مهما كانت درجة اليقين.. (لا... هذا قرار لازم تقابل الحسابات فى الأول وتضع مبلغاً تحت الحساب وتكمله الصباح..) يادكتورة ويا دكتور: (اتصلت على ناس البيت حيجيبوا القروش وحيجو) وثانياً: (المريض معاكم يعني خلوه عندكم بعد ما يشفى، القروش جايبنها والله جايبنها, أنا طلعت من البيت على عجل... رجاءاً ماحنقدر نقوم باجراءات العلاج لحين مقابلة الحسابات). يابلد يا ناس يانيل كمان.. ده كلام معقول؟ لو الحالة تستدعى الإنقاذ السريع..لازم برضو نقابل الحسابات، ولو حالة نزيف برضو.. الضربو شنو ضربته آلة حادة، أم غير حادة، وإذا شخص اعتدى عليه، بأي نوع من أنواع الاعتداءات، وبين هذه الحالة وتلك يكون المريض فى خبر كان وإن واخواتهما. يعني النزيف يستمر والإنسان الرخيص ودمو الارخص.. ويدخل الحسابات مرة ثالثة، عندي دفتر شيكات فى السيارة ممكن يؤدى الغرض؟... ويأتى الرد: آسفين جداً يا أستاذ من خلف طاولة وخلف جهاز الكمبيوتر الساحر العجيب، يرد موظف الحسابات ولا أظنه فى حالة حسابات، بكل هذا الإندماج يأتى رده سريعاً لمواصلة لعبة الورق التى بين طيات أصابعه، ذاك الماوس ولمعة عينيه فيها لمعة الفوز ربما فى تلك المرحلة. اما الرجل المواطن المسكين الذي رضي بكل الرضا دخول ذلك المشفى الخاص، ضارباً كل الآراء عرض الحائط، فالمشفى رغم غلاء علاجه وحسابه، وكمان ممكن تحظر الدربات والحقن من الصيدلية على حسابك الخاص، اختار المشفى لأنها الأقرب ولأنه لايستخسر أي مبلغ على من يعز عليه فمال الدنيا فداهم... بعد ده كله لازم يقابل الحسابات ويضع مبلغاً تحت الحساب قبل اجراء أي كشف يذكر... وبينما هو حائر وحائر إذ بأهل الحي الذي فيه المشفى يركضون ويصرخون بما فيهم إدارة المشفى حرامي ...حرامي... ولكن صاحبنا المحتار حاول المساعدة وركض فى اتجاه مخالف للباقين، فإذا به يلقي القبض على الحرامي، وعندما قبض عليه قال له بصوت هامس: يازول أنا ماعايز اقبض عليك، لكن لو عندك قروش اشترى منى موبايلى ده باي سعر، بس يكون معقول عشان أخت قروش تحت الحساب، واحتار الحرامى... واحتار... قال ليه: عايز كم يا زول قال ليه عايز: كده.........لحدى ما الدنيا تصبح وأكمل الباقي، قال ليه الحرامي: مدام عمل خير خلي موبايلك معاك وهاك المبلغ البسيط ده وبالشفاء إن شاء الله، وراح الحرامي لحال سبيله. وعند عودته الى المشفى أدرك الرجل أن الحرامي ما لازم يجري ويسكوه الناس.