تنداح البشريات ويتملكنا التفاؤل في أية خطوة تخطوها الحكومة نحو الاصلاح، خاصة ان كان الإصلاح هو عملية جراحية تستهدف أجزاء جسدها المشوهة، أو الأطراف المشلولة الفاقدة للحراك والإحساس، لذلك وكغيري ممن استبشر خيراً بقرار والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر باعفاء حكومته، لابد لي أن أوجه للأخ الوالي حديثاً هو همس الغلابة وونسة الفقراء، وأمنيات المتطلعين لحياة كريمة وعيش أفضل، فأقول أخي الوالي إن إعفاء الوزراء والمعتمدين هو خطوة في مشوار الألف ميل، والألف ميل بدأها ومنتهاها في الإدارات والمؤسسات والهيئات التابعة للوزارات المعفاة، أما المحليات بمعتمديها وموظفيها فدي كوم ثاني، وحأقول ليك كيف.. إذ إننا أخي الوالي ظللنا وعلى عهود طويلة نستهدف بالتغيير الرؤوس، ونتجاهل عن جهل أو عمد باقي الجسد، حيث القلب النابض بالفساد والرئة التي تتنفس لا مسؤولية، والأيادي التي تعيث فساداً وانتهاكاً للحق العام، لذلك كم أرجو أن يكون التغيير أخي الوالي هذه المرة شاملاً ووافياً يستهدف الجتة برمتها وهو حديث أرجو أن يكون توجيهاً منك صريحاً للوزراء القادمين، الذين هم بالضرورة مواجهون ومؤكد سيصطدمون (بغول) في الخدمة المدنية اسمها الشلليات المتراكمة، التي لم يزحزحها تغيير وزراء وهؤلاء من رؤساء للأقسام، ومدراء للإدارات ومستشارين بعضهم يغير ولا يتغير، يظل ثابتاً كما مثبت عقارب الساعة التي تدور في أي اتجاه تدق في ميقاتها تتأخر دقائقها أو تتقدم هم ثابتون ألفوا وتآلفوا مع هذا الثبات، وخليني أخي الوالي أشير لك الى المحليات مثلاً وأقول أن واحداً من أسباب اخفاقاتها وفشل معتمديها، إننا نظل نغير معتمداً في معتمد والحال يا هو ذات الحال، عارف ليه، لأن المكاتب التنفيذية والمساعدين والمستشارين يظلون هم نفس الوجوه بتفكيرها وبيروقراطيتها، وما عايزة أزيد عشان ما أخش في الغريق! فياريت يا ريت تكون الوزارة الجديدة هي عاصفة تسونامي التي تطيح بالظاهر والباطن، وعلى فكرة الظاهر ظاهر والباطن ذاته ظاهر، وفي كل الأحوال أعتقد أن الوزراء الجدد تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة ومهمة، لأن إحداث التغيير والاصلاح هذه المرة مطلوب منهم جوة وبرة فالقادر يقبل التكليف والما قادر رجاء يعتذر. كلمة عزيزة: أرجو أن تكون مكاتب المعتمدين الجدد هي الشوارع والأسواق وأماكن تجمعات الغبش وليس المكاتب المكندشة، حتى لا تكون فترة التكليف والتعيين هي فترات عسل وليس عمل، والفرق بين السين والميم بيجيب هواء. كلمة أعز نحن في انتظار التغيير الأكبر في جسم الحكومة الاتحادية أتمنى ألاَّ يطول الانتظار.