ü أزمة المياه الأخيرة التي عصفت بالعاصمة قبل أشهر وجعلت أحياء عدة تخرج للتظاهر يبدو أنّها جعلت الحكومة تُعيد التفكير من جديد في كيفية إدارة ولاية مثل الخرطوم هي الآن سودان «مكبر». ü فقد اتّضح أن أزمة المياه ليست وراءها إمكانيات أو شح في الموارد والآليات المنتجة للمياه بل إن السبب وراءه من يقوم بقفل «البلف»..!! ü وهذا سر احتشاد الوزارة الولائية الجديدة بمسؤولين يملكون الخبرات الكافية للتعامل مع قفل «البلوفة» وفتحها وقت الحاجة والضرورة.. ولكن المعرفة بالبلف وحدها هل تحل مشاكل الخرطوم والتي هي بالضرورة مشاكل وأزمات السودان الكبيرة والمستعصية إذن القضية أكبر من البلف وهذا الأخير في حاجة «لجكّة» من نوع خاص!! وبمناسبة ذات الموضوع هل ستُساعد عملية إدخال مساعدين ومستشارين من أحزاب الأمة والاتحادي الأصل للقصر الجمهوري في إصلاح بلف السياسة السودانية الكبير! الغريب في الأمر أن «المساعدية» في دنيا العربات واللواري ينادون بعضهم بلقب «بلف».. وين يا بلف.. عامل كيف يا بلف..! نرجع للسؤال.. الإجابة تبدو صعبة ولا نستطيع في هذه العجالة الإحاطة بها ومع ذلك هناك من يستبشر خيراً بأنّ قطار الوفاق الوطني ربما يبدأ التحرك في إطار رحلته الطويلة والشاقة.. ولا بأس إن بدأت الرحلة «الميمونة» بأسرتي المهدي والميرغني في ركوب القمرة!! وهذه طبيعة الأشياء في السودان وأحزابه الطائفية.. فمنذ متى كان النّاس يأكلون أو يشربون أو «يركبون» قبل السيدين!! مزيد من الواقعية مهم لمن يقولون لماذا بدأت عملية توزيع الكيكة بالأبناء! يا أخوانا «لوكوا» الصبر خلوا الأبناء «أولاً» وبعدهم «الأحفاد» و«أحفاد الأحفاد»، وما تبقى بعد ذلك من «الصينية» سيذهب خارج «القصر» حيث جموع الشعب المسكين في الشارع تنتظر الفتات!! إنها طبيعة الأشياء ولا يُغيّر الله ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم!! أنا شخصياً لا زلت أحمل قدراً من التفاؤل بأن القادم «أحلى» وإنّ ثمة كوة في طريقها للاتّساع وغداً تنداح السلطة وتتسع وتصبح حقاً مشاعاً للجميع مثل الهم والفقر والمرض هذه الأيام. üü عزيزي القارئ قبل أن نختتم هذه المساحة حقو نكتفي بقفل البلف الآن..!