كنت في زيارة أقاربي بدولة خليجية وبعد ما جلست معهم لتبادل الحديث والكلام عن السودان وغده المشرق الموعود به أزلاً، وذلك لكرم أهله وتمسكهم بالأخلاق النبوية وهي مكارم الأخلاق، ولكثرة المياه فيه وأيضاً أرضه الزراعية الواسعة وموقعه الإستراتيجي، في أثناء حديثنا دخل علينا شاب مذعور وهو في حالة خوف شديد يضطرب من الخوف وقال لي بصراحة يا شيخ أنا مخمور وكمان طينة، والشرطة وجدتني أشرب وهم الآن يطاردونني وهم الآن تحت العمارة، وهناك قرار جديد بأن من وجد وهو مخمور يغادر إلى بلده في نفس اليوم- أي تسفير - وأنا أعول أسرة، أنا الخلاني أعمل كده شنو؟ الله يلعنك يا الشيطان المخرج شنو يا أبونا الشيخ؟ قلت له الله كريم، هل بتوب؟ قال لي زي توبة رابعة العدوية. قلت من الآن؟ قال أقسم بالله العظيم من الآن إن شاء الله ربنا يخرجني من هذا الموقف الرهيب والعصيب، قلت لابأس أدخل تحت السرير الذي أجلس عليه فدخل تحت السرير وهو قصير إلى درجة أنزلت الفرشة إلى الأسفل حتى لايبين شيء.. قلت يا رب سترك يا لطيف ألطف بنا يا لطيف يا لطيف يا لطيف، وصرت أردد ذلك الاسم العظيم الذي هو من أسرع الأسماء في تفريج الكروب وإزالة الشدائد. بعد ذلك دخل رجال الشرطة فسألوا هل دخل عليكم رجل مخمور؟ فتصدى لهم مختار وكان موجوداً معي بالشقة بصوت عالٍ: كيف تخاطبون شيخاً وقوراً بهذا الكلام الفارغ أما تعرفون هذا الشيخ أليس عندكم قدر من الاحترام تخاطبون به الكبار؟ قال أحدهم من هذا الشيخ وأنا أردد في سري بصوت خافت يا لطيف يا لطيف وبالي كله مع من هو تحت سريري. قال لهم هذا الشيخ فلان الفلاني، قالو: نعرفه نعتذر ونسأله أن لا ينسانا من صالح الدعوات وانصرفوا وانصرف الهم وجاء اللطيف بمخرج جميل.. وعندما خرج صاحبنا من تحت السرير قال له مختار مازحاً عندما رأى صاحبنا يتصبب عرقاً: هل تبولت على ملابسك؟ قال استغفر الله العظيم الحمد لله على التوبة والتي لن أفعل مثلها ما حييت وقد صدق في وعده لنا وقد قبل الله عز وجل توبته وهو الآن من كبار رجال الدعوة. الحمد لله على هذا المخرج «ومن يتق الله يجعل له مخرجا» سورة الطلاق الآية 2