تظل الأسماء علامات تفضح المحتوى.. وأحياناً لا تمت لواقع الأشياء بصلة.. فمجتمع يكثر فيه اسم «ست النفر وأم خريف.. وضو نفرو..» لا يستحيل أن يطلق على بناته اسم سالي.. ونانسي.. ولجين..! فهل يحمل الاسم المضمون.. أم أنه محض «مزاج أبوي» قد لا ينطبق وصفه على مسماه..! فكم من «عز الدين يسب الدين»!.. وكم من أكرم بخيل!.. وحنان قاسية!.. ووداد نفورة!.. وآمال بائسة!.. لطالما استوقفتني الأسماء التي عدمنا فيها حرية الاختيار.. ولأن مزاجي «بلون زينب».. فقد استهواني مؤخراً تتبع العبارات المكتوبة على ظهر المركبات والمحلات ومحاولة تفسيرها وإن كان كاتبها يعنيها ويحسها..! تتبعوا معي.. «الجاز كمل».. أول عبارة التقطها قلمي.. والغريب أن العربة تسير أمامي..! التفت جانباً فقرأت «ملك العرديب».. عجباً متى صارت للعرديب مملكة وهل تجاور «جمهورية التبلدي»!! كوافير «ست الحسن».. أقسم لو كانت «ست الحسن» حقاً لما احتاجت لكوافير..! قندهار.. ملوك الشية.. أليس الأجدر أن تكون «ساحة حرب».. وتسمى تلك المنطقة التي يرتادها الجماعة.. «بملوك الكترابة»..! حافلة تسير بوصلة درب.. على ظهرها «قولوا ما شاء الله» وهي هكر موديل سنة مافي.. وإذا جلست على المقعد أصبت بتتنوس يستوجب علاجك بالإبر حيناً من الدهر..! وحافلة أخرى.. «عشان أهلك بخليكي».. والله كذاب وهو سايق الحافلة عشانها وعشان أهلها لما جاهو غضروف!.. ركشة تسير تتلوي «كشفع الأعراس».. مكتوب عليها «الكلس جاكم».. والواقع أن هوا دفار يجعلها كعلبة صلصة في يد «طفل مؤذي يجيد الطرق على الحديد بحرفية»..! ولا أقول إن كل العبارات غير صادقة.. فقد أحسست ببعضها يمس دواخلي.. ودواخل من كتبها..! «والله أيام يا زمان».. زفرت زفرة حرى.. وتحسرت على الزمان..! «رد الجميل صعب».. عبارة صادقة مائة بالمائة تتسق وطبيعة النفس البشرية..! «كيف الرجوع لزول قنع».. يصعب جداً الرجوع لمن أوصد بابه والقى بمفتاحه في مزبلة النسيان.. «الحياة صعبة».. وحقيقة هي صعبة ولا أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد..!! «حركتك جبانة».. كم من الحركات الجبانة.. التي تبخس من قيمة المعاني الجميلة في بورصة الحياة المتقلبة الأسعار..!! «مدد.. مدد...» لولا الامدادات الربانية لما استطعنا مغالبة التيار.. ü زاوية أخيرة: أمّا أجمل عبارات قرأتها وصدقتها وعشتها فثلاث «الله قادر».. «ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله..» و«حاجة زي ما تكون محلق في العواصف فجأة تهبط للسكون»..!