لم يضحك راصد بيت الأسرار منذ فترة طويلة، لكنه ابتسم يوم أمس مجرد إبتسامة عابرة وهو داخل مباني رئاسة الشرطة وتحديداً عندما مر بمكتب الفريق شرطة الدكتور عادل عاجب يعقوب نائب المدير العام المفتش العام للشرطة، واستمع إلى إحدى موظفات المكتب توزع دعوات هاتفية لعدد من الكُتّاب والصحفيين ورموز الثقافة وأساتذة الجامعات، وفق قائمة مطبوعة أمامها وهي تدعوهم لمائدة عشاء بدار الشرطة مساء اليوم الثلاثاء على شرف انعقاد معرض الكتاب السوداني المصري بالخرطوم.. وقد علت الابتسامة وجه الراصد عندما قال مرافقه: (إنها دعوة وراقين لكنهم لن يخذلوا الشرطة). ربّما.. ربّما منذ ان راجت أنباء عن ترشيح صحفيين ليكونوا سفراء في الخارجية ظل الراصد يجري وراء المعلومة للتأكد منها لكن دون فائدة تذكر اذ يبدو ان ستاراً حديدياً ضُرب حول الاسماء، ولان فضول الراصد ليس له حدود أخذ يسأل هنا وهناك عله يحصل على افادة واجابة، وسأل احد العارفين بالخبايا والخفايا وقال له (ربما) كان النشر صحيحاً و(ربما) لم يكن كذلك.. لكن.. وعلى كل حال.. هنا قطع احد القادمين استرسال المتحدث بحيث لم يعرف الراصد ان كان الدكتور ابراهيم دقش والاستاذ الصادق الرزيقي من المرشحين ام لا..؟ الشيخ عبد الحافظ غاضب راصد بيت الأسرار سمع الشيخ الجليل عبد الحافظ إمام وخطيب مسجد كلية الطب يوم أمس وهو يتحدث بغضب شديد حول المعارك الصحفية التي وصفها بأنها من غير معترك، تتناول شأناً شخصياً لا عاماً، ولن يستفيد منها القاريء شيئاً، وقال إنها تمحو روح التسامح، وتوقف قيمة الاعتذار في المجتمع، وتفسد الأذواق والأخلاق، وطلب الشيخ عبد الحافظ ممن كانوا معه ويتابعون حديثه الخاص- حسبما عرف الراصد- أن يتدخلوا لإيقاف مثل هذه المعارك، وطالبه أحد الذين كانوا معه أن يتناول هذا الأمر في خطبة الجمعة أو يكتب مقالاً للصحف، فقال إنه كتب مقالاً لإحدي الصحف (المقيمة) في شارع البلدية منذ فترة طويلة، لكنه لم ير النور حتى الآن. الحكومة مسؤولة غضب إمام مسجد الصالحة بأم درمان من المساجلات والمعارك بين رئيسي تحرير صحيفتي (السوداني) و (الأهرام اليوم) وتساءل بالصوت العالي أمام المصلين عن هذا الذي يحدث.. وكان راصد بيت الأسرار يجلس عقب صلاة العشاء داخل صحن المسجد فسمع مولانا يقول: (الحكومة مسؤولة عن البحصل ده.. كيف تسمح بيهو.. وأي خلل في أداء الصحف محسوب على الحكومة).. وسمع الراصد بعض الهمهمات داخل المسجد لكنه إنصرف نحو التقرب لله عز وجل بالتسبيح والصلاة على النبي.