أعرف أن الدولة إذا احتاجت للصالح العام استخدام أراضٍ وعقارات تخص المواطنين.. يمكنها نزع تلك الأراضي مع تعويض مناسب لمالكيها.. ولا أدري إلى أي حد في هذا الأمر مراعاة للعدالة.. لكن في حالة إعادة تخطيط أو إقامة جسور إذا كان المبنى أو الأرض عقبة في طريق الاستثمار الوطني.. اعتقد أن ذلك حق يمكن قبوله بصفته مشروعاً. أود أن استثمر هذا الأمر فنياً.. فأنا أطالب الدولة بنزع ملكية أغنيات الفنان أحمد المصطفى وتعويض ورثته حتى تصبح أغنياته متاحة للتداول وللتغني بها عبر برامج الغناء مثل نجوم الغد.. وأغاني وأغاني.. وعسل سوداني.. وغيرها من البرامج الغنائية التعليمية. معروف للجميع الآن أن الأستاذ الفنان عزالدين أحمد المصطفى.. ابن الراحل المقيم الفنان أحمد المصطفى وبصفته وكيلاً للورثة.. يمنع أي كائن من كان فناناً أو معجباً بالتغني بأغنيات والده- وقد تشدد في هذا الموقف ولا أدرى إن كان يفرض أن يغني هو أغنيات والده حتى يسوق لنفسه- فإن كانت البرامج ترفض ذلك أو أحد القائمين عليها بالأحرى- ربما بسبب رأي في أدائه- وفي قدرته ومهاراته الفنية على فرض نفسه كفنان. ولقد قرأت للفنان عزالدين تشبيهاً غريباً لموقفه.. فقد ضرب مثلاً لتعنت موقفه بأنه إذا كنت صاحب متجر (دكان) فهل تتنازل عنه لآخر لأنه يحذق فنون التجارة أكثر منك.. إذن فقد رفع عنا الحرج في تشبيه أغنيات والده بأنها أصبحت سلعة.. على ذلك فينبغي أن تخضع لقوانين العرض والطلب.. وحسب ذلك فهو غير مرغوب في أدائه لهذه السلعة رغم ملكيته للمواد الخام لكنه لا يحذق تصنيعها.. هنا يدخل موضوع الأمن القومي والحفاظ على مكتسبات الأمة. استغل الأستاذ عزالدين ثقوباً في قوانين الملكية الفكرية واتخذ موقفه الفردي هذا والأناني في اعتقادي فكأنه يقول: أنا أغني أو يحجب هذا التراث السوداني من التداول. كثيراً ما تخيلت لو أن الواعد شريف الفحيل بصوته الجميل وشخصيته الممراحة غنى لنا يا نار قيدي أو يا عظيم.. أو بتمر أيام أو يا حبيب هون عليك.. أو أهواك يا ملاك.. لكان أطرب وجعل أغنيات أحمد المصطفى تسعى بين الناس.. وأحكي تجربة شخصية.. أنه كان يؤلمني إلتفات أبنائي إلى الأغنيات العربية وجهلهم بالأغنية السودانية.. وذات يوم ضبطت ابنتي الصغيرة في وقت سابق.. تغني لعثمان حسين أغنية مسامحك يا حبيبي.. ففرحت وسألتها: من فنان هذه الأغنية.. فقالت لي: محمد بدوي.. تقصد الموهبة التي صعدت بقوة حينذاك محمد أبوصلاح الشاب الموهوب المعروف.. فانتبهت إلى فوائد برنامج نجوم الغد.. وأغاني وأغاني وغيرها في إعادة اكتشاف أساطين الفن عندنا.. على ذلك فقد حرم قرار الأستاذ عزالدين الأجيال الجديدة من تراث والده الفنان العظيم أحمد المصطفى.. إذن فأنا أحرض الدولة على نزع ملكية أغنيات أحمد المصطفى من الورثة بقيادة عزالدين.. ودفع التعويض المناسب لهم.. وإتاحة أغانيه للجميع.. والتصريح للبرامج الغنائية التعليمية وغيرها باستخدام تلك الأغنيات.. التعويض الذي يدفع ومهما كان حتى لو بلغ على سبيل المثال مليار أو أكثر.. يمكن إعادته بفرض نسبة عشرة في المائة من عائد الأغنيات في أشكال الميديا المختلفة لتعويض المدفوع.. ودعك من هذا حتى دون استرداد المبلغ.. فهي خدمة فنية عالية أن تتاح أغنيات العميد للجميع حتى تسعى بين الناس.. مع تنبيهي إلى ضرورة رتق ثقوب قوانين الملكية الفكرية التى أصبحت سيفاً مسلطاً على رقبة الإبداع والميراث الفني العظيم.