مبنى المجلس الوطني بأم درمان أغلبنا يعرفه!! إنه عبارة عن تحفة معمارية جميلة تشد الناظر إليها خصوصاً للقادم من أم درمان عبر كوبري النيل الأبيض!! المبنى ساحر وجميل، وأبدع الرومان في بنائه، وكان ذلك في عهد مايو..!! والمنطقة المحيطة به لا تقل كذلك جمالاً وروعة، فهناك توتي ليست بعيدة من العين والجروف والمقرن.. وإذا ذهب البصر تجاه الجنوب فهناك النيل الأبيض بانسيابه وسحره وهدوئه!! عندما تدخل لفناء المبنى سيلفت انتباهك أيضاً نوع من الجمال الداخلي للأرضيات والفناء الواسع والأنيق الذي يحتضن «الفارهات »من السيارات!! أما إذا قادتك قدماك للداخل فالإحساس بالجمال تزداد أيضاً مساحته فالسلالم أنيقة وكذلك الردهات والممرات والقاعات!! أما إذا دخلت القاعة الرئيسية فسترى أيضاً البهاء والأناقة «والروقة» والشرفات والمناضد والثريات المتدليات في حبور!! إنه جو رومانسي وشاعري وأنيق وكل شيء في الداخل يوحي بالتمام والأمور كلها على ما يرام!! أما إذا اتجهت للمنصة الرئيسية وجلست على كرسي الرئيس وأدرت بصرك في كل هذا النعيم فما الذي ستحسه وستقوله..؟ وما الذي ستراه عيناك ويقوله قلبك وفؤادك ويتكلم به لسانك..؟ وماذا إذا جاءك كل هذا النعيم!! وكل هذه المخصصات والمرتبات والبدلات و«الراحات»..!؟ ما الذي ستقوله وينطق به لسانك.. هل سترى غير ما تراه أمامك، وما الذي يجعلك تتكلم بأشياء لم ترها ولم تسمع بها أو تحسها؟ أو يحكى لك عنها؟ ما الذي سيدفعك للإحساس ب«النار» ويدك في الماء البارد الزلال و«الطراوة» تأتيك منبعثة من «المكيفات » ناعمة منسابة فتنعش روحك وفؤادك؛ وتقول ما قاله رئيس المجلس الوطني السيد أحمد إبراهيم الطاهر للصحفيين أمس إن الضائقة الاقتصادية في المدن وعند محدودي الدخل فقط؟ وقال إن الصورة غير «قاتمة» والفقر ليس مربوطاً مع الموازنة! يا فقراء المدن ويا ذوي الدخل المحدود لا تلوموا الرجل فهو يتحدث عن عالمه وعمّا يراه ويحسه ف«رجله» لا تعرف طريقها للجمرة!! و«الجمرة تحرق الواطيها» .