{ عطفاً على شواهد ومشاهد متعددة أستطيع أن أقول إننا نمتلك الريادة في مجالات شتى وسبقنا كثيرين في تجارب لا حصر لها لكنها تظل محدودة «الصيت» محلية الفكرة والأثر، ولعلي كنت دائماً أتحسر على منتديات سودانية فاعلة ظلت مسرحاً ومرتعاً للشعر والأدب والقصة، والمنتوج الذي تتناوله لو أنه وجد الطريق خارج الحدود لنافسنا به على جوائز عالمية تطير من فوق رؤوسنا شمالاً ويميناً، للأسف في أحيان كثيرة منحها يتم وفق معايير سياسية (وتربيطات) تحت المناضد وإلا ما معنى ألا يكون الطيب صالح أحد الفائزين بنوبل وأدبه وكتبه هرم كبير بجانبه مجرد تلال قصصية وجدت من يطبل لها ويلبسها ثوب الخلود والأسطورة، وواحد من المنتديات التي وجدت صدى على المستوى العربي هي ساقية الصاوي بالقاهرة التي يحتفى بها وبمؤسسها ويكرم على الفكرة والمنتوج وعندنا في المقابل لها تماماً عطاءً وأثراً ووجوداً منتدى راشد دياب هذا الصرح الذي رمى حجراً كبيراً في بركة الحراك الثقافي الاجتماعي والغنائي لكن شتان ما بين التجربتين وإبراهيم الصاوي تذلل أمامه العقبات وتنقل فعاليات منتداه الكاميرات والدكتور راشد دياب في طريقه للخروج من البلد وما فيه (معطلاً) للمنتدى ليس اعتراضاً على أن معظم فعالياته المهمة لا تجد طريقاً إلى أجهزة الإعلام كما يحدث لغيرها ولا لأنه طالب الدولة بتحمل جزء يسير من نفقات حراكه المكلف ولكن ببساطة الراجل زعلان وحجر كبير من الالتزامات المالية يوضع في (دولاب) قاطرته التي يسوقها لوحده وهيئة مياه المدن تطالبه بما يقارب المليون جنيه شهرياً رسوماً للمياه بعد أن «ركبت» له عداد الجمرة الخبيثة لتحرق هذه الجمرة الواطيها من رواد الثقافة والأدب والفن بعد أن ملأت الهيئة بطوننا دوداً وطحالب وحاجات عارفنها وما شايفنها وحاجات شايفنها وما عارفنها!! لذا أعتقد أنه لزاماً على الدولة ممثلة في وزارة الثقافة أن ترفع هذا العبء أو على الأقل الجزء الكبير منه عن كاهل الرجل الذي يقوم بمهمة صعبة ورسالة هي رسالة دولة ومجتمع لكنه وهب ماله وبيته ووقته من أجل أن تظل شمس الثقافة مشرقة ولا تغيب إلا بانتهاء أمسية كل منتدى لتشرق مع افتتاحية آخر في يوم جديد!! أعتقد أنه وما إن بدأنا نتلمس خطانا نحو ملمح ثقافي لبلد، الثقافة المتعددة والمتنوعة هي جزء أصيل من مكوناته، إلا ونصدم بمثل هذه العراقيل المدمرة وأحسب أن ما يقوم به منتدى راشد دياب من «فلترة» لدواخل جيل بأكمله هو أفضل ألف مرة من مياه هيئة مياه المدن المسببة للأمراض المستدعية للطمام والقيء!! كلمة عزيزة في ظل غياب واضح لبعض المذيعات تضطر النيل الأزرق للاستعانة ببعضهن أكثر من مرة في الأسبوع والمصيبة أن هذه التي تطل علينا مرتين ثلاثة لا جديد عندها سوى الاكسسوار الذي ترتديه ولا ضرورة للاستعانة بها إلا أنها «إسبير» يؤدي إلى تعطل كامل للماكينة فيكون حالها كمن ينطبق عليه المثل القائل «جيتك يا عبد المعين تعين لقيتك عايز تتعان» فلماذا تصر إدارة النيل الأزرق على بقاء بعض الشابات خارج الأستديو وهن أكفأ وأجدر من كثيرات داخله؟ ولماذا لا تفتح القناة الباب لوجوه جديدة تحل محل التي انتهت صلاحيتها ولم يعد لديها جديد تقدمه! إنتو يا جماعة أمبيلي شطبوا الزولة دي قاعدة لمتين؟؟ كلمة أعز { أرجو أن يجعل الإخوة في التلفزيون (النافذة البرلمانية) بوابة بي أربعة ضلف حتى نستمع لأحاديث من انتخبناهم ومن لم ننتخبهم (حلوة دي).