نجد أن كثيراً من الناس يعبرون عن غضبهم بطرق مختلفة، فالبعض يتجه لتناول الكثير من الأطعمة بمعدل أكثر من المعدل الذي كان يتناوله من قبل، فيما يعبر آخرون تعويضاً بالنوم الكثير، وآخرون «يحردون» الطعام ولا تكون لديهم قابلية للأكل، «ونفسهم مقفولة»، وهذا التعبير يترتب عليه اختلال في وظائف الجسم، مما يسبب الأرق والتعب، وهناك بعض الناس تجد غضبهم غير مبرر، فإذا قام الشخص من «صينية» الأكل لأي سبب من الأسباب لا يعود للأكل مرة أخرى، وتبدو علامات عدم الرضا واضحة عليه.. ونجد بعض أساليب التعبير عندالزوجات، فبعض الزوجات نجدهن يرفضن القيام بواجباتهن تجاه ازواجهن كنوع من التعبير عن الغضب، ولكن بالطبع هذا لا يمنع أن هناك أناساً متزنين يمارسون حياتهم بصورة طبيعية، ولا يجعلون الزعل يؤثر عليهم، ليخصم من حياتهم الاجتماعية، وسلوكياتهم تجاه الآخرين وعلى آدائهم الوظيفي. وفي هذا الصدد وحتى نتعرف على أنواع التعبير عن عدم الرضا والآثار المترتبة عليه.. جلست «آخر لحظة» الى الدكتور سيف الدين وراق اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية، ليعرفنا عليها عن قرب فمعاً نقرأ ما قاله وراق: بداية الزعل هو ضغوط نفسية، والحياة بها كثير من الضغوط النفسية، وردة الفعل تكون على حسب درجة الزعل، فالشخص عندما «تقرصه نملة» أو تتسبب باعوضة في ازعاجه فإنه يزعل ولكن لا تكون لديه ردة فعل، وهذا يُعرف بالزعل البسيط. ونحن نوصي بأنه عندما يزعل الشخص أن تكون لديه ردة فعل اي «يتفشى»، بمعنى أن يأخذ حقه، فإذا لم يقم بأخذ حقه تحدث له «دبرسة»، وهي انخفاض في الرغبة، فيفقد رغبة الأكل والنوم والونسة والخروج، كما أنه يصاب بالكسل. وإذا كان الزعل بكمية كبيرة نتيجة حدث، فإن الشخص الزعلان يمر بأربع مراحل وهي: الصدمة -عدم التصديق- الغضب وتوجهه اي جهة ما، ثم آخر مرحلة وهي التفكير المنطقي، وبعد مرور الإنسان بهذه الأربع مراحل تنتهي الصدمة، ويرجع الشخص طبيعياً.. أما إذا انتهت كل المراحل ولم تنتهي الصدمة، فإن الشخص يصاب بمرحلة اضطراب ما بعد الصدمة، وهذا غالباً ما يرجع طبيعياً، ولكن يظل الحدث الذي زعل من أجله أو أصابته بالصدمة منه عالقاً بذاكرته، لذلك الذين شاركوا في حرب فيتنام، وكذلك الفتاة التي تتعرض للاغتصاب. وختم وراق حديثه عن الزعل بأن ذلك لا يقتصر على الكبار فقط، فإن الأطفال، كذلك يزعلون ويعبرون عن زعلهم بعدم تناول الأكل وأحياناً الصراخ بصوت مرتفع.