لماذا يهتم السودانيون الى هذا الحد الكبير بطائرهم الميمون الخطوط الجوية السودانية (سودانير) الى الدرجة التى يوصلون قضاياها الى كبريات القضايا الوطنية؟ والاجابة على هذا السؤال في غاية البساطة وهي:- لأن (سودانير) من الرموز الوطنية التى تتساوى مع الرموز السيادية الاخرى! ومما يفخر به السودانيون ان (سودانير) عندما حلقت في سماوات العالم وهى تحمل علم السودان كانت معظم شعوب العالم من جولنا لا تتطلع الا الى (الاتومبيل) الذي يتسكع بين الدروب الترابية وكثيراً ما يخور وهو مغروس في الأوحال بلا حول ولا قوة! فقد نشأت سودانير بعد ان ولدت باسنانها، بل وصارت أول شركة طيران في العالم ترتاد مطار (جاتويك) البريطاني، والذي لم يكن يسمح لغيرها بارتيادهّ لذا فإن اى سوداني لا يتعامل مع (سودانير) باعبتارها مجرد شركة سفريات جوية وحسب، وانما باعتبارها من الرموز الوطنية، ورغم العثرات، التى لا محيد عنها في مجال الطيران، الا ان السودانيين وانا واحد منهم ظلوا وسيظلون يتدافعون نحو سودانير، قبلة ذروة الشمس المشرقة! ثم تلك الشمس التى تشرق من جديد. وقد سقت هذه التوطئة لسببين، اولهما انني كسوداني قح لا أرضى بديلاً عنها كناقل وطني ولا بديل له الا في حالات الضرورة القصوى واكرر القصوى، وثانيهما ان طبيعة عملي الصحفي والاعلامي تجبرني على الترحال المستمر بواسطة وسائل النقل الجوي، وقد يكون السبب الاول هو الناجم عن الثاني، وفي هذا السياق طاب لي التعرف وانا في العاصمة الاردنية عُمان وانا ارافق والدي للعلاج طاب لي التعرف اكثر الى احد ابناء السودان البررة الذين يمارسون طقوس الوطنية المقدسة من خلال سودانير الذي يترأس ادارة مكتبها في الاردن وهو الاخ حمدي عبد الله جابر الخير، وهو من ابناء سودانير الابكار (20 عاماً)، وقد تعرفت عليه في البداية في محطة سودانير بسوريا الشقيقة، ثم بعدها بالاردن الشقيقة، وتعرفت عن كثب على مايبذلونه في مكتب سودانير في عمان من خدمات نبيلة لكل المتعاملين عامة وللاخوة السودانيين بصفة خاصة. وللتعرف على واحة سودانير الجوية بالأردن استقيت كثير من المعلومات عن جهود ونشاط مكتب الشركة منها المساهمة في نقل المرضى بنسبة تخفيض تصل 50% من قيمة التذكرة واذا حدث أمر الله الذي لا راد له فإن نقل الجثمان من محطة عمان الى الخرطوم يكون مجاناً وذلك حسب السياسات الانسانية للشركة بالاضافة الى ان المكتب ينظم زيارات مع طاقم السفارة السودانية للتنسيق والمشاركة في ترحيل المبعدين والمتسللين الى دول الجوار (وجل من لا يخطئ)، بالاضافة الى تنظيم زيارات للمستشفيات لمساعدة المرضى السودانيين بالتوجيه والمساعدة في حل مشاكلهم المختلفة، اضافة الى ان المكتب يشارك بفاعلية مع الجالية السودانية في كل المناسبات الوطنية السودانية، وهنالك تمثيل دائم لسودانير في المكتب التنفيذي للجالية ولجانها المختلفة. وأخيراً، وليس آخراً، لا نملك الا ان نزجي من الشكر أجزله وأكثره للاخ حمدي، والأخت الكريمة زينب بابكر كابوس ابنة شيخي واستاذي بابكر كابوس الذي كان يرعاني بكرمه الفياض ورعايته الابوية وانا مذيع صغير في اذاعة (هنا ام درمان) وهو مسؤولاً قيادياً في وزارة الثقافة والاعلام .. وختاماً نقول بالصوت العالي.. شكراً سودانير الاردن، فانتم عنوان جيد لناقلنا الوطني الخطوط الجوية السودانية التى ستظل على الدوام محل تقديرنا واحتراما.. وستظل ناقلنا الوطني رغم أنف المتربصين بخاصرة الوطن ونكرر رجاءنا للمشير عمر البشير رئيس الجمهورية واركان حربه ان تضخ الدولة الدم (المال) في شرايين سودانير حتى تعود سيرتها الاولى.