القرار الأممى الأخير لم يترك شيئاً للسودان الشمالي مسودة تفاوض تم تمريرها كما هي!! قلنا في الحلقة السابقة أن القرارات التي صدرت في حق السودان فاقت الثلاثون تساقطت هذه القرارات وهي من ذوات العيار الثقيل البند السابع حتى فقد الشعب السوداني الإستشعار بخطورتها ، ولكن الأخطر والمخيف هو أنها ماضيةٌ في تفتيت الكيان المادي والمعنوي لهذا الوطن. وهي ليست في صالح معارضة على المدى الطويل تساءلنا هنالك: كيف ستدفع الأجيال القادمة ثمن هذه القيود؟!! من خطل الرأي أن ننتظر حمايةً من الصين،، وهي أخبث من أمريكا . في غياب الحماية في المحفل الدولي أجيالنا القادمة تدفع للزنزانة ولا وجيع. في هذه الحلقة سنقرأ القرار (2046) كنموذج بعد أن نعيد تلخيص كل القرارات القديمة في أي قرار أممي. في أي قرار أممي موجه للسودان نجد الأتي: 1- تمرير مصالح الخصوم. 2- محاكمة الثقافة الدينية بإستغلال نقاط الضعف في الثقافة المحلية كالأقليات والمرأة. 3- تفتيت كيان الدولة وتكبيل حتى الأجيال القادمة. 4- إستثمار أخطاء الحكومة. 5- إستفزاز المشاعر الوطنية حتى للمعارضة كالبند السابع، والمدة المفتوحة والتقارير الدورية. القرار 2046: لو أخذنا مثلاً آخر القرارات ، سنجد أنه في ضربة واحدة أحيى القرارات القديمة التي صدرت قبل أكثر من عشرة سنوات ، وأثبتت تلك الإتفاقيات التي أُبرِمت على يد (د. نافع عقار)، في أديس أببا وكان قد تنصل منها المؤتمر الوطني ، وقد كان هذا مطلباً جنوبياً لإيجاد ملاذاً آمناً لقوات قطاع الشمال . زاد القرار من تحقيق مطالب الجنوبيين ،، وكان أخطرها ذكر الحركة الشعبية! قطاع الشمال بالإسم ، ألزم القرار الدولة في الشمال للجلوس مع هؤلاء رغم أنهم في الشمال كانوا يرفضون ذلك عن طريق الوسطاء بإعتبار أن المتمردين من داخل السودان!! ولكي لا يبقي للسودان الشمالي شيء فقد نص القرار على موافقة دول الإيقاد على نتائج الاتفاقيات ، وهذا أمر كان يرفضه السودان الشمالي أيضاً ، في هذه البنود تم شبه اعتراف أممي بحركة شعبية ستبقي شوكة في خاصرة الدولة في الشمال،، وفي هذا استثمار لإحدى الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها الإنقاذ في نيفاشا ، وهو القبول بحكاية المشورة الشعبية التي أخذت الآن قفزة نوعية. إذن تم تثبت الأخطاء وغرس نتائجها السيئة لتبقي مع الزمن قنبلة موقوتة ستدفع ثمنها الأجيال كما دفع هذا الجيل أخطاء جيل الإستقلال. هذا القرار تمهيد لقرار قادم سيعترف بشكل أو بآخر بنوع من الحكم الذاتي للنيل الأزرق وجبال النوبة ، كما فيه تمهيد لتدخل دولي مسموح له بالبند السابع أو بحجة الإنسانيات. في غياب المراجعة والمساءلة تم إعادة إنتاج الخطأ نفسه في قضية أبيي ، أمام إصرار المندوب الأمريكي تم قبول لجنة تحكيم أغلبها من دول غرب أوربا ومعهم أثيوبيا ، أحكام هذه اللجنة هي التي استندت عليها محكمة لاهاي فيما بعد ، عندما أحالت مشكلة أبيي من نزاع قبلي إلى مشكلة (أرض) ، وبهذا تم التنازل العملي عن قطعة أرض عزيزة على الوطن . üüüü هذا القرار أدان إحتلال هجليج ولكنه أبطل مفعوله بإدانته لرد الفعل «قصف طائرات» ومن المضحك أنه في فقرةٍ أخرى برأ الجانب الجنوبي بل وأشاد بانسحابه من هجليج!! وهو هنا يرسخ تكذيب دعاوى الشمال بأنه أخرج الجنوبيين بالقوة. üüüü يُعِيدُ تأكيد القرارات القديمة لإعادة استهلاكها في الأزمة الحالية مثل : قرارات حماية المدنيين !! وموظفي الأممالمتحدة!! المرأة!! السلام!! والأمن هنا يطالبون بنفس الآليات التي بها استطاعت الأجهزة الإستخباراتية من دعم التمرد في جنوب السودان ، يريدون بها الآن دعم متمردي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وعلى ذلك هناك أمر ملزم على السودان أن ينفذه بالقوة،، وهو الجلوس مع حقار تحت رعايةٍ خارجيةٍ ، وتنفيذ منطقة منزوعة السلاح ،، وهو من مطالب حقار والجنوبيين ، والمقصود به ترك ساحة خلفية آمنة ليعيد التمرد تنظيم نفسه. هذا القرار لم يعط شيئاً للسودان الشمالي سوى حفنة دولارات ربما ستحكم بها لجنة محايدة في أضرار هجليج، هذا ، إذا لم يبطل مفعوله بتعويض مقابل عن خسائر الضربات الجوية. üüüü يعتريني إحساس أن هذا القرار كان في الأصل مسودة تفاوض ، رفع الأمريكان سقفها ولكن الأطراف الأخرى لم تشأ أن تقرأ أو تتفاوض لكثرة تفاصيلها أولاً ،، وعدم جدية الحكومة السودانية في مجابهته ثانياً. لهذا تم تمرير القرار كما هو!! والمضحك أن الأمريكان بعد أن مَّرروا القرار بدأوا في تصريحاتٍ مستفزةٍ للبشير ليسجل ردود فعل رافضه وهذا بالضبط ما حدث!! إذن هذا القرار بإمتياز قرار(حقار حلو) وهو شأن القرارات القديمة تمهيداً لقراراتٍ أخرى،، لتثبيت نوعاً من الحكم الذاتي ،، وهي بالفعل إتساع لدائرة حدود دولة الجنوب التي بلغت الآن سنار. ولا أدرى في مسرح اللامعقول«الإنقاذي» هذا ، كيف نفهم ما تقوله وزارة الخارجية السودانية أن القرار في صالح السودان الشمالي !!و المضحك الذي يبكي أنهم يقولون ذلك لأنهم سئموا من حمل وش القباحة في المحافل الدولية ويريدون شيئاً ليقنعوا به الرئيس (وناس) البرلمان ولكن.. والآن ما هو موقف السودان؟! وزارة الخارجية تقبل وتتحرك في المحافل الدولية كمن يمشي فوق قشرة بيض ، مكشوفة الظهر ، قد يأتي تصريح من الخرطوم يدمر ما صنعوه في ثوان معدودة.ٍ السيد الرئيس يرفض في الجانب الإعلامي ،، ولا يمانع في توزيع الأدوار ! والبرلمان ( أطرش زفه) ، يُصفق للرئيس ،، وأحياناً يزايد بالتصريحات النارية. أما هذه القرارات فقد أصبحت واقعاً لا يملك أحد من السودانيين رده، لا بالقوة ولا بالحيلة، إنتصر الجنوبيون في الأممالمتحدة بمساعدة أمريكا،، ولا يفيد ما يقال عن انتصارات عسكرية فحركة التاريخ تجاوزت الحلول العسكرية، أما ما يقوله السيد رئيس الجمهورية بشأن لا أحد يستطيع أن يجبر السودان أشبه بما كان يقوله النميرى في مطار القاهرة بعد الانتفاضة لا أحد يستطيع أن يشيلني!! ولكِ الله يا أيتها الأجيال القادمة!!