تقول القصة الطريفة التي حكاها لي أحد الأصدقاء إن سائقاً متقدماً في السن ويعاني من ضعف نظر درج على الاستعانة بمرافقيه في السيارة في تحديد لون إشارة المرور التي أمامه.. وعندما يبدأ الاقتراب يسأل من حوله «أحمر ولاّ أخضر»؟! وبعد أن تأتيه الإجابة يصدر قراره إما بالدواس على «الفرملة» أم على البنزين حسب الإجابة الصادرة!! وفي إحدى المرات جاءته الإجابة من شاب يافع قائلاً له أخضر.. وكانت الإشارة حمراء ولولا لطف الله لحدث ما لا يحمد عقباه. مع ذلك كان رجل المرور له بالمرصاد مطلقاً صافرته له والذي توقف بعد جهد جهيد.. وعاد «عمك» قافلاً لسيارته وهو يتأبط إيصال الغرامة و«الشر» معاً وأول خطوة قام بها أن أوسع الشباب صاحب الاستشارة الخطأ ضرباً ولكماً ومعها سيل من اللعنات والشتائم ومنها ما لا يجوز إيراده هنا ولكنها بالضرورة معروفة لدى قطاعات كبيرة من مرتادي ومحبي الشارع العام السوداني!! في إحدى المرات وفي طريق مرور سريع أشار له مرافقوه بأن ثمة حمار في الطريق بدأ صاحبنا متضايقاً وهو يقول لهم «شايفوا شايفوا» وبعد ثوانٍ كانوا يصطدمون بالحمار بقوة وفجأة صاح فيهم مندهشاً.. إنتوا الحمار ده جانا من وين؟! اعتقد أن الحكومة الحالية تعيش هذه الحالة من التخبط وقصر النظر وبعد بؤري.. فهي لا تستطيع وحدها تمييز «الأحمر من الأخضر» ومع ذلك تصر على ممارسة القيادة في الشارع المحفوف بالمخاطر ولسان حالها أن تسأل المرافق قائلة أحمر ولا أخضر..!! الآن الحكومة تنوي رفع الدعم عن المحروقات.. ولا يُعرف على وجه الدقة من هو هذا المستشار الذي أشار إليها بالعبور وهل سيارتها ستعبر الإشارة بسلام رغم أن الإشارة حمراء فاقعة اللون؟! الذي نخشاه بعد ذلك أن تصطدم عربة الحكومة المسرعة - والتي - بالطبع لا تسمع لرأي المرافقين و«المراقبين» بنتائج سياسة رفع الدعم عن المحروقات.. وعندما ترى - أي الحكومة - الانفجار العظيم ستقول في دهشة وبراءة مصطنعتين كذاك السائق «المطشش» إنتوا سياسة رفع الدعم دي جاتنا من وين!!