إن التهريب أصبح بعبعاً مخيفاً يهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي لسكان الشرق وكان في ما مضى نعرف تهريب السلع ولكن في هذا الزمن بدت ظاهرة سالبة وهي تهريب والإتجار بالبشر، وهذا النوع من العمل هو مخالف لكل الأعراف الإنسانية والديانات السماوية وهو مهدد رئيسي لتفكك الدولة، كما ظهر ذلك في دولة يوغسلافيا (سابقاً)، وعند بداية الحرب الأهلية وتفكك الدولة لدويلات ست(6)، ويعاني منها العراق حالياً، فوجود الأسلحة خارج نطاق القنوات النظامية التي تحافظ على أمن وسلامة الوطن ووجودها في أيدي الأفراد والعشائر، هو مؤشر لبداية حروب تقضي على الأخضر واليابس. قبائل شرق السودان هي شعوب مسالمة بطبعها ولها أعراف ونظم حياتية مختلفة، إن الذي يحدث حالياً في مناطق (الشجراب) وريفي كسلا ومحلية وادي الحليوة لا يمن التغاضي والسكوت عنه خاصة اختطاف المواشي والسيارات وتهديد المزارعين. وكما صرح الباشمهندس محمد سعيد رئيس اللجنة الاقتصادية لمجلس تشريعي ولاية كسلا بأن هذا الموسم الزراعي مهدد بالفشل نسبة لعزوف العمال عن التواجد في تلك المناطق خوفاً على أنفسهم من الاختطاف خاصة أن من يمارس هذه الأعمال يملك من الأدوات من نقل وتسليح، وبهذا نلتمس من المركز والولايات والجهات الأمنية المناط بها حماية المواطنين الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بتهديد أمن وسلامة المزارعين وعمالهم وكل من يعيش في تلكم المناطق.