.. أعجبني جداً شعار ترفعه فضائية الحياة المصرية يقول «إن للكلمة ثمن والكلمة تنفذ وطن» والشعار بمعناه الواضح وهو موجه لصناع الكلمة وقائليها وصناع الحرف وكتابه، يؤكد أنه يقع على الإعلام عبء كبير بأن يشكل ويؤطر للمشهد السياسي والوطني والمجتمعي، لذلك ونحن هذه الأيام نعيش ظروفاً صعبة تعتبر محكاً حقيقياً لوطنيتنا واختباراً «مدنكل» للسلطة الحاكمة في أنها كيف يتسع صدرها للمحتجين والمعارضين، وفوق كل ذلك هو اختبار أكثر من «مدنكل» للإعلام السوداني في كيف أنه يستطيع أن يمسك بخيوط اللعبة لأنه من الغباء والعبط أن تصور بعض الفضائيات خروج الشباب والطلاب المحتجين على ارتفاع الأسعار بأنه مجرد خروج لشرذمة من المخربين ونوع من الغباء والعبط أن تظن الأجهزة الإعلامية أن المواطنين لا يشاهدون أو يستمعون لسواها.. والعربية والجزيرة تفتح ذراعيها بالأحضان لمراسليها عبر الفيسبوك واليوتيوب كشاكلة التقرير الذي بث أمس، وقالت العربية إنه من العيلفون لشباب يتم جلدهم لخروجهم في المظاهرات! لذلك فإن أسلوب «الدغمسة» الذي تمارسه الفضائيات الحكومية أولاً فيه خيانة لأمانة الكلمة وهي تمنح الفرصة كاملة لإعلام الهوى والغرض من العربية وصويحباتها لتؤلف ما تشاء وتقول ما تشاء طالما أنها الصوت المنحاز للناس وهو صوت بعيد عنهم لا يهمه إلا أن يقتطف ثمار المصائب والكوارث ويبحث عن «الشو» طالما أن هذا «الشو» يرفع رصيد المشاهدة والمتابعة لذلك وفي هذه المرحلة نحن في أشد الحاجة لبرامج التووك شو والشفافية التي تستضيف المحللين والمواطنين والمسؤولين، وحتى بعضاً من المحتجين. وإدارة الحوار في هذه الدائرة يضيع الفرصة على المنتظرين أن يبدأ فلم الانفلات لتنقله كاميراتهم إلى العالم ليس حباً في السودان ولا السودانيين لكن كل بأجره وثمنه طالما أن الريموت كنترول سيظل معلقاً على شاشاتهم!! ٭٭ كلمة عزيزة .. ليس من حق مسؤول في أي بلد من بلدان العالم أن يمتن على شعبه ويقول أنا سويت وعملت، لأنه مؤكد ما سوى وعمل من جيبه أو دخله الشخصي والمنصب الذي تولاه يفرض عليه أن ينجز ويعمل، وهذا واجبه الذي فرضته عليه المسؤولية وفرضه عليه المنصب، لذلك أتعجب أن يطل أحد منسوبي المؤتمر الوطني ويقول الناس دي محتجة لشنو ونحن السوينا الشوارع والكباري والسدود، ولا أدري هل أقامها من أملاك أو ثروة عائلته والبلد خيرها مكفيها وأرضها بكر وتحتها ذهب وبترول وفضة فرجاءً بلاش مثل هذه العبارات الاستفزازية لأن من يتحدث ليذكر الناس ماذا فعلت حكومته لهم عليه أن يتذكر كيف كان قبل أن يتولى المنصب واللاّ ما في داعي!! ٭٭ كملة أعز .. لا أدري هل هي ملاحظة لاحظتها براي أم لاحظها قبلي آخرون والسيد جلال الدقير يقدم نفسه عن حزبه في كل المناصب وكأنه هو الحزب لوحده وهو ما لا يحدث في حزب الأمة أو الاتحادي الديمقراطي أو أيّاً من الأحزاب التي شاركت في حكومة القاعدة العريضة!! أدوا الناس فرصة!!