قالت الصحف إن نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون الحزبية (د. نافع علي نافع) صرَّح بأنهم قدَّموا بعض التنازلات والتجاوزات في سبيل إنفاذ اتفاقية السلام دعماً لخيار الوحدة.. وقلَّل من قيمة وحدة (أولاد قرنق) التي فضَّل عليها الانفصال.. وليته أبان وأوضح عن هذه التنازلات والتجاوزات واحدة واحدة حتى نكون على بينة مما نقوم به من تنازلات في الشمال طلباً للجاذبية في الوحدة ورغبة في ود أبناء الجنوب ليدعموا خط الوحدة.. فهل ستنتصر (وحدة نافع) أم (وحدة أبناء قرنق).. عموماً يعوِّل كل السودانيين بالشمال بالإجماع على حرص القوى السياسية في الشمال للوصول لهذه الوحدة رغم أنه لا يحق لهم أن يصوِّتوا لذلك عند الاستفتاء.. أي أن دعمهم تحفيزي خاصة وأنهم جميعاً وافقوا على مبدأ تقرير المصير حرصاً على الوصول للسلام والاستقرار والوحدة.. فهل تفهَّم الطرف الآخر هناك في الجنوب مجمل التنازلات في سياقها وجدواها.. أم ظنوها من باب التودد الزائد ومن منطلق الضعف.. إن الموقف العام يتوجب النظر للمصلحة الكبرى لبلاد السودان موحدة آمنة ومتحضرة ومتطورة في نظر استراتيجية عميقة رغم علو الصوت الانفصالي لدى بعض النخب الجنوبية التي تأبى ذاكرتها الخروج من زمان الاحتراب ومراراته.. زمان الغاب والدماء المباحة.. فهل فرق هؤلاء جمع البلاد وشتتوا السودان إلى الشتات المر.. ففي سبيل الوحدة اكتوت البلاد شمالاًوجنوباً بفقد أعز أبنائها.. أرتال من أعز الأبناء.. خيار من خيار.. ففي الشمال عرفت الأحياء أعراس الشهداء الذين كانوا يقدمون دماءهم من أجل أن تكون البلاد موحدة.. بالمقابل فقد أبناء الجنوب الدماء الغالية.. في ظل أجندة السياسة ما بين الأجندة الخارجية والداخلية والذاتية.. الآن الكل في ميدان الحوار والسلام.. فقد تُرك نهج الغاب والقوي الذي يأكل من يضعف.. فقد ارتضى الكل السلام والتنازلات التي تحدث عنها (د. نافع).. فهل سيثمر ذلك وحدة حقيقية؟ بالمقابل بدأ التوافق فيما يلي الإبقاء على الخط الناقل لبترول الجنوب عبر الشمال كما رشح للصحافة في حالة حدوث الانفصال مع تعهد حكومة الجنوب بتعهدات والتزامات مالية بالمقابل.. وتبقَّت الديون الخارجية، وفي هذا الإطار من سيدفع الشمال أم الجنوب في حال الانفصال؟.. ويبدو أن أقدار هذه البلاد قد أحكمت حولها الوثاق وحدة أو انفصالاً فكل خيار وراءه ما وراءه.. فلا وحدة بلا صعوبات ولا انفصال بلا صعاب.. كأنما قدر السودان أن يكون باب الصراع فيه موارباً.. وكل خط للمسيرة أُحكمت توزيعات الألغام فيه.. فما الحل لمعضلة الشمال والجنوب.. فتبعات الوحدة إن فارقت النية الحسنة مثلها مثل الانفصال.. وذات الوحدة يمكن أن تكون فاتحة خير على البلاد ويمكنكم الإطلاع على تجارب أمريكا وكندا واليمن لتصلوا لخارطة طريق الوحدة المأمولة.. أما الانفصال مع سوء النية فإن عواقبه وخيمة على الدولتين القادمتين. آخر الكلام: لا نملك إلا أن نخيِّر إخوتنا في الجنوب (ما بين الجنة والنار).. ما بين (الوحدة والانفصال) (وحدة خالصة من أولاد قرنق ونافع معاً).