قطاع كبير من السودانيين لا يرحبون بياسر عرمان ووجوده في المفاوضات.. وفي ذلك الوقت يوجد قطاع لا يستهان به من السودانيين.. وأنا منهم - لا يرحبون بتصريحات د. كمال عبيد رئيس وفد الحكومة للتفاوض حول قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. صحيح نحن لسنا في موقف نقول فيه إننا لا نرحب بوجوده على رأس المفاوضات فالحكاية كلها في يد الحكومة وهي «تعوس عواستها) وكل الحكاية «أحمد» وحاج «أحمد»! و لا يعرف الناس لماذا تم الدفع ب«عبيد» لقيادة وفد التفاوض الفدرالي - وهذه على وزن منافسات الفدرالية التي تخوضها فرق الهلال والمريخ وأهلي شندي، ولا يعرف الناس ماهي طبيعة «الحقنة» التي يحملها هذه المرة في حقيبته لأديس أبابا..! ومع ذلك ظل الناس يتابعون بإستغراب تصريحات الرجل «الحادة» والنارية والتي لا تتفق مع رجل التفاوض الذي يفترض أن يقول كلامه في الغرف «المغلقة» لا في الهواء الطلق لأنه يمثل وطناً و أناس «كثر» من خلفه. عليه الاستماع لوجهات النظر المختلفة الصادرة من «حكماء» وسياسيين و وسطاء «ومسهلين للتفاوض» و أعداء «كمان». رجل التفاوض يجب أن يزن كلماته بميزان مختلف تماماً عن لغة الليالي السياسية و«المايكروفونات» التي تميل لإثارة الحضور ودغدغة المشاعر و إثارة العواطف. التصريحات السابقة لقادة المؤتمر الوطني وكمال عبيد واحد منهم بتصريح الحقنة الشهير يعتقد قطاع كبير من السودانيين أنها «سهلت» إن لم تكن قد «ساهمت» تماماً في التعجيل بالانفصال وإتمامه على النحو الذي تم به ورأيناه!! الآن هل يحاول كمال «ورفاقه» إعادة إنتاج ذات الأزمات من «جديد»..؟ الشعب السوداني مع فك الارتباط بين دولة جنوب السودان وقضيتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ويرى إن الحل الأمثل هو أن يتم التفاوض مع أبناء المنطقة ولكن كيف يتم ذلك؟ وهل يوجد سعى «جاد» لتحقيق هذا التمثيل الحقيقي لأبناء هذه المناطق حتى لو من باب المشاركة في المفاوضات الجارية!! الشعب السوداني على قناعة تامة بأن ما يقوم به ياسر عرمان من طرح لورقة الوحدة من جديد أو اقحام قضايا السدود والجزيرة في مثل هذه القضايا كل هذا يراه الناس «عبثاً» لا طائل منه ولكن في ذلك الوقت هل هناك خطوات جادة وملموسة لحلحلة مثل هذه المشاكل بالداخل..؟ أم يستمر النفخ و العزف على أسطوانة ياسر عرمان و تصوير القضية من جديد للناس على نحو «شخصي» و إبعادها من مضامينها الحقيقية؟ نعم الناس مع المفاوضات المباشرة مع دولة الجنوب ومع اقرار مبدأ الحوار ولكنهم في ذات الوقت ليسوا مع طريقة كمال عبيد والذي يبدو للوهلة أنه ليس راغباً في «الحوار» من أصله!!