في إطار أهداف مشروع سلسلة (أعرف لغات بلدك) وبحضور عدد من المثقفين والمهشمين، نظم مجلس تطوير وترقية اللغات السودانية ندوة بعنوان (اللغة البجاوية) بشرق السودان، حيث ابتدر النقاش الأستاذ المؤرخ محمد أدروب أوهاج، متحدثاً عن أصول اللغة والتي ترجع إصولها إلى (الأفرو آسيوية) وفرعها الكوشي.. وتأثرها المباشر باللغة العربية واللغة المصرية القديمة واللغة المروية.. كما تطرق إلى امتداد اللغة من سواحل البحر الأحمر مروراً بأتريا حتى عمق أراضي سنار والشمالية، منوهاً إلى تُعرض بعض اللغات إلى الاندثار.. مطالباً بضرورة رعايتها بمؤسسات ومعاهد ثقافية من قبل أبنائها، وذلك لكونها إحدى الموروثات الثقافية للحضارة السودانية.. وحمل البجا أسماء قديمة منها قوشين والأجياش. الدكتور قمر الدين قرمبع بدوره تحدث عن أهمية الندوة التي سلطت الضوء على تاريخ المكون الثقافي لدى شعوب البجا. الكاتب رئيس المركز الثقافي ببحري الأستاذ أبو علي الكلاب، تحدث عن تداخل الشعوب واللغات على امتداد المنطقة الجغرافية، وتحدث عن العالم.. وأنه يوماً ما سيتوحد عبر لغة واحدة في الأغلب هي اللغة العربية.. وأبدى تشاؤماً من اندثار اللغة البجاوية إن لم يتم تداركها والحفاظ عليها وعلى موروثاتها. الدكتور محمد طاهر حامد الخبير في جمال اللغة البجاوية أكد في حديثه على ألا أساس لاندثار اللغة، واستدل على أن اللغات القديمة مثل اليونانية العربية، كانت سائدة وحلت محلها في الواقع اللغة الإنجليزية.. كذلك عدد من المعقبين تحدثوا عن دلالات واهتمام الدولة باللغات السودانية، معتبرين ذلك عملاً وطنياً يستحق الإشادة والمتابعة لعكس مكونات الوحدة الوطنية السودانية في إطار التنوع الثقافي الذي تزخر به البلاد.