العقل ميزه الإنسان الكبرى.. به يشقى ويسعد، يحب ويكره، (ومن قال إن القلب هو موطن الإحساس فقد جانب الصواب).. هو الكنترول المسيطر على كل أفعالنا يمنحنا التفوق والإدراك.. الجنون أو الوعي.. العلم أو الجهل.. به نكون أو لا نكون!. الحياة نعيشها مرة واحدة.. في كل دقائقها وثوانيها امتحان.. نؤديه هنا.. ونسأل ونحاسب على نتيجته في الحياة الآخرة.. (فيم أفنينا أعمارنا).. وهل استثمرنا فعلاً نعمتي الحياة والعقل.. في العبادة بشتى صورها.. سواء أكانت عملاً نافعاً، أو تربية ناجحة، أو رعاية مسؤولة. أدهشني كتاب للراحل البروفيسور (عمر بليل) كتبه إثر معاناته من مرض الكُلى عندما دخل في غيبوبة.. فتساءل الراحل عن سرها.. (سر الحياة والغياب في آن واحد).. الإحساس والسكون! الإرادة واللا إرادة.. كيف يعمل الجسم ويفقد الإنسان الشعور بما حوله؟.. وكيف يفقد الجوارح والجسد ينبض بالحياة.. إنها في نظره (حياة مزدوجة) وهي حياتان.. الغيبوبة هي الشعور باللاشعور.. هي فقدان كامل للوعي وعدم الإدراك... كم من أناس أصابهم الدهر بأرزائه وحوادثه الجسام فأفقدهم (الحس والوعي) فسافروا بين رحلتي الحياة والعدم.. بلا إرادة منهم (فعل كانوا فيه مسيرين ضعفاء وفق إرادة الخالق)... بعضهم أكرمه الله بالشفاء فعادوا للحياة أكثر إيماناً وقدرة بمشيئة الله... بعضهم انتهى به الأجل فتبعت الأجساد العقول في رحلة أبدية..!. وكل من جرب العمليات الجراحية يدرك معنى (الغياب بالتخدير)... المخدر.. نعمة كبرى... ونقمة مهلكة.. هو نعمة لأنه يجنبنا الألم ومبضع الجرّاح يمزق أجسادنا الواهية ليستخرج من باطنها الأمراض الكامنة فينا!. تعرضت من قبل لإجراء عملية إستخراج (الزائدة) وكنت أشكو آلاماً تعاودني حد التبريح. وفي ليلة ما أبت أن تستكين بأي مسكن، ودخلت غرفة العمليات وفي رأسي كل من توفي بجرعة زائدة، لكنني تمالكت نفسي وتوكلت على الحي القيوم وقد كان من حسن حظي أن أوقعني في الدكتور الإنسان اختصاصي التخدير (خليل الضرير) وأحمد الله كثيراً أنه رجل بخيل يضن (بمخدره) حد الألم.. فقد استفقت قبل نهاية العملية وأنا أحس بأن أصابعهم تشد على موطن الألم بلاصق كبير.. شعرت بألم لكنني لم استطع أن أحرك ساكناً.. حاولت أن ألفت انتباهم.. (يا عالم ياهوو)، لكنهم كانوا يتحدثون عن الكورة.. والأدوية المغشوشة!!.. لماذا لا يتحدثون عن (البنج الناقص)... رحماك يا دكتور.. لكنه كان يؤدي عمله بدقة...!. والتخدير نقمة مهلكة.. لكل من منحه الله عقلاً فغيبه بإرادته... يهبط من أرقى درجات الإنسانية إلى الحيوانية، لذا لا عجب من كثرة الجرائم البشعة المقززة التي يقترفها أصحاب العقول المغيبة.. هناك من يعيش الحياة بكاملها.. وبعضهم يعيشها بنصف دوام... والآخر في غيبوبة.. وبعضهم يخرج منها صفر اليدين..! حاربوا المخدرات فهي آفة العقول..! زاوية أخيرة: د. الضرير لي عندك (بقايا بنج) أرجو التبرع به لمريض يحتاجه.. على حساب المدفوع مقدماً!!.