كثير من المشروعات التي تمس حياة المواطنين لا تجد العناية والاهتمام منهم.. فلقد سعت الحكومات على مر العهود الحاكمة للاهتمام بالطرق التي تربط بين المدن والولايات، أو تلك التي تعتبر طرقاً داخلية، ولقد انفردت الحكومة الحالية بانجاز كثير من الطرق داخل الأحياء، ولقد كلفت هذه الطرق المليارات، ولكن هل اهتم الناس بهذه الطرق التي جاءت لتقدم لهم كثيراً من الخدمات؟!! وكم يكلف هذا الرصف.. فلقد عرف رصف الطرق بأنه يرفع من شأن الأحياء، ويزيد من قيمة سعر المنازل، ويريح السكان خاصة في الخريف، لأن الطرق المسفلتة تساعد على الحركة، خاصة في الخريف حيث لم نعد نسمع أصوات السيارة «الوحلانة» في الطين، ولكن كل هذا الانجاز قوبل في كثير من الأحياء ومن بعض السكان بسوء تعامل من المواطنين.. والمعروف أن أكبر عدو للأسفلت هو الماء، فما إن يسلط الماء على أي جزء من شارع الأسفلت لزمن طويل إلا ودمره، يبدأ بنخر الأسفلت كالسوس في العود، ومن ثم تظهر الحفر، ويظهر الخراب جلياً في أحياء الثورة حتى الشارع العرضي الذي يمر من العرضة الى خور أبو عنجة، أصبح خراباً بفعل المواطن، كما الشارع من الأربعين الى استاد المريخ أمام نادي العباسية فحدث ولا حرج، حفر كثيرة بفعل مياه البلاعات، ومياه الغسيل التي تدلق على الشارع، أما في الخرطوم فأحياء الصحافة وجبرة وحتى العمارات والرياض فالحال يغني عن السؤال، وفي بحري لاحظت آخر لحظة أن أحياء ديوم بحري والدناقلة بلغ السوء ببعض أهلها أن جعلوا الشارع كالمصاب بالجدري، وفي الدروشاب شارع اللالوبة البلاعات مفتوحة على الشارع في تحدٍ واضح للدولة التي لا تستطيع حماية منجزاتها. كثير من المواطنين أجمعوا على أن عدم وجود المحليات أو البلديات التي كانت في السابق تغرم كل من يؤذي الشارع بأي عمل، هو السبب في عدم اهتمام الناس ولا مبالاتهم في ذلك.. محرر آخر لحظة رصد الظاهرة لعام كامل وحاول معرفة مدى استجابة الناس للنصيحة والنهي عن هذا التخريب للاقتصاد الوطني، فوجد استجابة من كثير من الأسر التي طرق أبوابها وطلب منهم إيقاف تخريب الشارع، لم يسأله أحد عن هويته ولا الجهة التي ينتمي لها، وإنما أوقفوا مياههم المخربة للشارع بكل أريحية، مما يدل على أن الناس لا يرفضون الرجوع للحق لو وجدوا صاحب وجعة ومرشد. خلاصة: المحليات أمامها دخل يفوق المليارات، لووظفت نفسها لخدمة المنطقة بفرض غرامة على كل من يتعدى على الشارع بحفر بلاعة أو دلق ماء على شوارع الأسفلت، وعندها ستضرب عصفورين بحجر واحد، تمنع تخريب الشوارع، وتجمع ملايين الجنيهات دون أن تغضب أحداً لأنها شرعية.