وفي مجال العمل السياسي الحزبي ذكرنا آنفاً تكوين الاستاذ احمد السيد حمد لحزب وحدة وادي النيل،وبعدها صار سكرتيراً لحزب الشعب الديموقراطي منذ تكوينه في اكتوبر 1956م وحتى حله ودمجه مع الحزب الوطني الاتحادي لتكوين الحزب الاتحادي الديمقراطي في العام 1969م، وأما في المجال التنفيذي فقد تولى وزارة الرى في الديموقراطية الثانية عقب ثورة اكتوبر 1964م الشعبية، وكذلك تولى وزارة التجارة والتموين عام 1968م في الحكومة الإئتلافية برئاسة محمد احمد المحجوب . اما في العهد المايوي فقد تولى وزارة النقل والمواصلات كما اشرنا سابقاً، وفي ذات العهد اختير مندوباً للسودان في جامعة الدول العربية، فحول مكتبه في القاهرة الى مأوى للطلاب السودانيين والمرضى ولزوار القاهرة من طالبي السياحة، وهنالك طرفة تقول ان الأمين العام للجامعة الدكتور محمود رياض قال له يومها: " انت جئت مساعداً للأمين العام للجامعة العربية ام مساعداً للطلاب السودانيين؟) فرد عليه أحمد السيد حمد قائلاً: (جئت من أجلهما معا!)، ومعروف ايضاً ان احمد السيد حمد قد شغل ايضاً في وقت لاحق منصب الأمين العام المساعد لجامعة الشعوب العربية والاسلامية. وللمناضل الوطني الراحل إسهام كبير ومقدر في مجال العمل الصحفي فقد عمل رئيساً لتحرير جريدة (صوت السودان)، كما عمل لبعض الوقت رئيساً لتحرير جريدة (العلم)، وهو ايضاً مؤسس جريدة (الجماهير) الناطقة بلسان حزب الشعب الديمقراطي، وقد كان في كتاباته يجمع بين خفة العبارة والسخرية الموجعة لخصومه، ولكن رغم ذلك كان يتميز في شخصيته بالهدوء والنشاط الاجتماعي الذي لا يهدأ، وهو في ذلك لا يفرق بين الناس ويتعامل مع كل الطبقات، ولا يستنكف من تناول الطعام مع ارباب المهن اليدوية والعمال والفعلة. وكان كثير من أهل السودان، وخاصتهم وعامتهم، يعتقدون ان احمد السيد حمد كان من كبار الأثرياء وذلك للمواقع الرفيعة التى تولاها، الا ان الواقع يقول غير ذلك، فقطعة الأرض التى بنى عليها منزله كانت منحة له من السيد على الميرغني، وقد كان قبل رحيله يؤجر نصف المنزل ليعيش على ريع هذا الإيجار! وفي التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 2009م الذي يوافق الثلاثاء نعي الناعي لأهل السودان احمد السيد حمد عن عمر ناهز التسعين عاماً، واقيمت الصلاة على جثمانة في مسجد السيد الميرغني بحري، وتمت مواراته الثرى بمقابر السيد المحجوب، واحتسبت رئاسة الجمهورية الفقيد، كما نعاه السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل معدداً مآثره.. وهي مآثر لا يحصيها العد فقد كانت حياة المناضل الوطني الراحل حافلة بجلائل الأعمال في الكثير من مجالات الحياة والعمل العام.. ألا رحم الله أحمد السيد حمد فقد وقف حياته على خدمة وطنه ومواطنيه ولم يكن يهاب او يخاف في ذلك لومة لائم.