امتهنت عنايات حسن كنون صناعة الخبيز منذ «20» عاماً، وكانت قد بدأت الهواية التي بذرتها فيها والدتها وجدتها إبان عملها بوزارة التجارة الخارجية، حفزها وشجعها كلام وزير الدولة بوزارة المالية لدى مروره في إحدى الزيارات وقال الماهية ما بتكفي وعلى أي موظف وموظفة تحسين دخله وزيادته من خلال مشاريع مساعدة، كتربية الدواجن أو الخبيز أو الاتجاه للخياطة. وتقول عنايات والتي عملت مديرة للتخطيط والبحوث لمدة «33» سنة عمدت لتطوير حرفتي الجديدة وكنت أعمل الخبائز المشكلة لصديقاتي وجيراني. وما بين اليوم والأمس تشكو من ارتفاع أسعار المكونات، وتقول الزيادة بنسبة 100% وتقول عنايات لا أتوقف مع الزبائن وأبيع بالجردل بالمقاسات وحتى في علب خاصة والجردل سعره «45» جنيهاً، وهو نفس سعر السنة الماضية. وتقارن بين حجم الطلبيات التي كانت كبيرة في السابق، وتحكي عنايات رغم اني عندي زبائن ثابتين لكن حجم الطلبيات قلّ، وأنا أراعي الجودة في خبيزي الذي أصنعه بالدقيق الجيد والسمن الأصلي والحيواني، واستعمل الزبدة وهناك الكورن فلور والكاكاو وجوز الهند والبيض والمكسرات والتي ارتفع سعرها بصورة رهيبة. ولأنها تضع شعار «الجودة سر الطعم الجميل» لا تميل لشراء البدائل الأرخص في خبيزها، والمقادير ثابتة لا تتغير مع ارتفاع الأسعار.. وتعتبر مواسم الأعياد والأفراح والأعراس والإجازات مناسبة لزيادة الطلبيات. وحول استخدام المحسنات والمواد الضارة بصحة الإنسان تقول لا استعمل أي منها واستخدم الفانيليا فقط والخل والألوان المسموح بها، وإذا استدعى الأمر واستخدمتها فإن ذلك يكون بنسبة بسيطة. وعن التقليعات وأشهر الأسماء في عالم الخبائز تقول: في السابق كان البيتي فور المكبس والبسكويت والكعك، ومع الحداثة هناك أشكال جديدة ويتم تلوينها والرسم بالمكسب كما الحناء.. ومن أشهر التسميات الشكلما، اللانكشير، السابلة، الودعة، الوردة البيضاء وآخر صيحة هو الخبيز المشكل بالكريمة. وتكشف لنا عن مدى التطور الذي رافق هوايتها وحبها للخبيز وتقول: بخلاف الخبائز أصنع الفطائر، البتزا، التورتا ، الجاتوهات للقيدومات والخطوبة وأعياد الزواج، وتضيف لي زبائن منتشرين في السودان ولندن وأمريكا والسعودية وأبوظبي ومصر وعدد من الدول. وتفصح لنا عن بعض أسرارها في صناعة الخبيز قائلة: أراعي الدقة في المواد والمقادير ولا أنقصها مهما كان السبب، السمن المستخدم لازم يكون جامد مع سحن السكر جيداً ومراعاة وضع عجينة الخبيز في الثلاجة لمدة ساعة كاملة ليسهل تقطيعها وتكون محافظة على شكلها. وبخبرتها تنصع بعدم استخدام الزيوت المجمدة لانها مضرة بالصحة ولا تعطي النتيجة المرغوبة، ناهيك عن المنظر غير الجميل والرائحة التي تتغير بسرعة.. وتعلق على زيادة الطلب على الجاهز بالقول لعدم وجود الزمن بالنسبة للمرأة العاملة والتعب والمجهود المبذول، ناهيك عن غلاء أسعار المواد لذا تهرب الكثيرات لشراء الخبيز الجاهز خاصة المصنع في البيوت. وفي الختام شكرت عنايات «ست الحسن» لاهتمامها بكل ما هو يفيد حواء وتقديم الجديد، وعبَّرت عن إعجابها بتجدد الصفحة والصحيفة.