التصريح الذى أدلى به الناطق الرسمى باسم المؤتمر الوطنى الاستاذ فتحى شيلا بأن بمفوضية الاستفتاء مواطن يوغندى لم يعره الكثيرون الأهمية المطلوبة باعتباره شكلاً من أشكال الملاسنات والكيد السياسى التى ترد على ألسنة اعضاء من هنا وهناك من الحزبين الشريكين على السلطة والذين لاتمنعهما المشاركة والائتلاف على أن يكيل كل شريك للآخر الإتهامات متى ماوجد الى ذلك سبيلا. وربما لوجاء خبر وجود يوغندى فى مفوضية الإستفتاء من اى جهة آخرى سياسية أو صحفية لتعامل معه السياسيون والإعلاميون تعاملاً مختلفاً خاصة وأن العلاقات السودانية اليوغندية ليست علاقة حسن جوار بدءاً بتصريحات رسمية يوغندية حول المحكمة الجنائية الدولية وأيضاً تواتر الاخبار حول فتح يوغندا الباب الى حركة العدل والمساواة ومنحها تسهيلات عسكرية على الأراضى اليوغندية بالإضافة الى الدعم اللوجستى وبناء القدرات العسكرية لمتمردى حركة العدل والمساواة . وليس ذلك تشكيكاً فى صدقية الأستاذ فتحى شيلا وقدراته ولكن لطبيعة التعامل مع الاتهامات والإتهامات المتبادلة بين أى غريمين أو متصارعين . الأستاذ الصحفى المحترم حيدر المكاشفى أورد فى عموده المقروء « بشفافية » بصحيفة الصحافة عدد الامس الثلاثاء أنه تعرف على صحفى فى ورشة تفاكرية حول التغطية الاعلامية لاستحقاق الاستفتاء انعقدت قبل شهرين فى مدينة جوبا اعترف له بعد الحديث المباشر معه بأنه يوغندى رغم أنه أعطى نفسه الحق فى مناقشة تقرير المصير للمواطنين الجنوبيين بحماس مدافعاً عن خيار الانفصال بقوة وحيدر لحسن الحظ ليس من منسوبى المؤتمر الوطنى ولا انتماء حزبى له إلا لمهنته الصحفية التى درسها علومها وبرع فى مطابخها وطاولاتها ولولا إعلاء المهنية عنده لما أورد هذه الواقعة باعتبار أن سند الحكومة والمؤتمر الوطنى عند كثير من الصحفيين يقدح فى صدقيتهم ويقدمهم كداعمين للمؤتمر الوطنى وهو ما لايريده هؤلاء أو على الأقل فى العلن وفى فهم يسود عند بعض الصحفيين أن المتلقى لايحتفى بمن ينصف الحكومة ولا نقول الدفاع عنها ولكن الأصل فى العمل الصحفى هو أن يقوم على العدالة والتوازن والأمانة والصحفى المهنى ومثلما يصوب سهامه ونقده على إنحرافات الحكومة واخفاقاتها يجب كذلك ألا يحيد فى ايراد الوقائع والقرائن التى تسندها وتخدمها وهذا فى رأىي هى الجرأة والشجاعة الحقيقية فى العمل الصحفى . الوضع الإثنى والعرقى والثقافى الموجود فى كثير من الولايات الحدودية يفرض أثارا سالبة بيننا وبين هذه الدول مثلما أفرز أثاراً إيجابية فى تعزيز الاستقرار وتقليل الاحتكاكات والصراعات إذ يدخل ويخرج مواطنوها حسب مقتضيات مصالحهم فاليوم سودانى وغداً تشادى أو كينى أو يوغندى أو حتى أثيوبى أو اريترى أومن بوركينوفاسو وعلى ذكرها كشفت لجنة الرصد بمجلس الصحافة والمطبوعات قبل ثلاث سنوات أن أحد غلاة المهاجمين للمؤتمر الوطنى ورموزه فى صحيفة يومية ناطقة بالإنجليزية مواطن من « بوركينوفاسو» دخل للبلاد وانضم لهذه الصحيفة ربما باعتباره مواطناً سودانىاً ينتمى لقبيلة ما من قبائله . فى دورة رياضية بالسويد عندما إنهزم فريق الشباب لدولة أفريقية شاركت فى منافسات هذه الدورة ذهب الفريق بكامله لمفوضية اللاجئين بالسويد طالبين حق اللجؤ السياسى باعتبارهم من أهل دارفور ولحسن الحظ كانت المباراة مسجلة على فيديو فلم تنطل الحيلة على السلطات هناك .