من الشخصيات المرموقة في المجتمع دكتور فاروق سليمان طبيب العيون تجمعني به صلة صداقة استمرت عشرات السنين وحتى اليوم.. هو شخصية محببة إلى النفس وقلت له مرة كان يجب أن تكون في هذه الحياة شخصية قمية في مجال غير الطب كأن تكون كاتباً أدبياً أو صحفياً يعمل لقلمه حساب في الوجدان أو أن تكون مؤرخاً.. فهو يتمتع بخاصية جذب محدثه إلى ما يقول. متنوع الثقافة في شتى المجالات.. ولعل من حسن حظ الذين يرتادون عيادته أن يقضوا معه بعض الوقت قبل وبعد العلاج.. وفي كل مرة أذهب اليه استمتع بما يتناوله من حديث.. فقد يحدثك عن الأطعمة في العالم وفي السودان ثم ينتقل ليحدثك عن العالم المصري أحمد زويل الذي حاز جائزة من أرفع الجوائز في الولاياتالمتحدة بسبب اكتشافه لوحدة الفيمتو في وكالة ناسا الأمريكية.. ثم هو قد يسرد عليك بعض المواقف الطريفة والغريبة مع الناس في الخرطوم والعباسية موطنه وفي لندن الصين. حدثني الأستاذ حسن صالح سوار الدهب أنه ظل مداوماً على عيادته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً لأنه لا يعالج فقط لكنه يحدثك بالتفصيل عن العلة في الإبصار وأسبابها وتفاصيلها، وقد اكتسب معارف عن بعض شعوب العالم بسبب حضوره سنوياً للعديد من المؤتمرات الطبية العالمية.. وهو حاضر النكتة. دكتور فاروق يهوي جمع التحف النادرة ومنها الفنون التشكيلية ويمتلك مجموعة فريدة من شجيرات الورود التي يستجلبها من أدروب كلما عاد من مؤتمر يزين بها حديقته.حدثني مرة عن إمراة أوروبية عجوز جاءته في العيادة وقالت إنها من النمسا ليقوم بالكشف عليها وعلاجها وقالت له إنها التقطت اسمه ووظيفته من الانترنت وأنها لا تثق في العديد من الأطباء لكنها تثق جداً في الأطباء السودانيين، فقد كانت تعيش في السودان مدة من الزمن، فقام لعلاجها ، ثم عرضت عليه أن يأتي إلى النمسا ويؤسس عيادته هناك، لكنه أعتذر لارتباطه الوثيق بالأسرة في السودان ولا يستطيع أن يغترب إلا لفترة لا تتجاوز أسبوعاً أو إثنين. في الكثير من الأحيان يحدثني عن شعر المتنبي وأبو فراس الحمداني وعن خليل فرح والتيجاني يوسف بشير ومحمد حسين هيكل.. جزاه الله خيراً وأمدَّ في أيامه.