رحم الله فنان الكاريكاتير العبقري عز الدين عثمان الذي أمتع الشعب السوداني برسوماته، فقد كان الآلاف لا يشترون الصحيفة إلا ليستمتعوا بالكاريكاتير الذي يقدمه الفنان عز الدين، ونحن نعلم أن فن الكاريكاتير ظهر في الصحف منذ القرن التاسع عشر، أو قبل ذلك مع بدايات الصحافة في أوربا وأمريكا والشرق الأوسط.. وهو يهدف الى النقد في كل مجالات الحياة والمجتمع بصفة عامة، واشتهر به نجوم يذكرهم الناس كل يوم ويتلهفون على مطالعته، وبعض من هؤلاء النجوم لم يقتصروا على مجتمعهم فقط بل يتخطونه الى ما وراء الحدود.. الفنان عز الدين عندما انتدب لصحيفة البيان في دبي أظهر براعة وموهبة في استيعاب مفردات الكلمات الخليجية، وأوجد له آلاف المعجبين في الخليج، ومن هؤلاء الفنانين من تعرض للضرب والإعدام والسجن بسبب نقده السياسي في بعض الدول.. من السهولة لفنان الكاريكاتير أن يتحفنا يومياً برسوماته فهو يلخص مقالاً صحفياً كاملاً في كلمة واحدة أو خمس كلمات بمساندة الرسم المعبر المضحك. لفت نظري فنان كاريكاتير الإذاعة السودانية لا يستخدم الريشة والقلم، لكنه يستخدم المايكرفون والصوت المقبول إنه يعبر ببضع كلمات عن مضمون موضوع لو أنه كتبه لاستغرق ربع الساعة، لكنه بكلمات معدودات يجعلنا نضحك ونستوعب نقده باعجاب شديد، إنه الأستاذ الموسوعة ابراهيم البزعي الذي نمى عبقريته بالموهبة والثقافة والملاحظة والروح الفنية، فهو يقدم برنامجاً يزيد زمنه على خمس دقائق، لكن فيه من المواضيع ما يمكن أن يملأ أربع صفحات من ورق الجرائد، يتناول بالنقد قدحاً ومدحاً مجتمع الحياة سياسياً ورياضياً واقتصادياً وفنياً وأدبياً، إن آخر كاريكاتير سمعته له قال فيه اللغة في الأسواق صارت الأمهرا والسواحلي وغيرها... ثم يضيف دي بس المناظر ولسه الفيلم ما جا، أليست هذه عبقرية فإذا أراد أن يحث الناس على العمل يقول ادين وازرع ولا تدين وتبلع، ولعله وجد ضالته في التعبير بالتوفيق في اختبار صوت الأداء الخفيف الظل والمعبر صوت أستاذة سارة محمد عبد الله، فلهما منا كل التحية والتقدير، وأدام الله كاريكاتير ابراهيم البزعي.