أكد النائب الاول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه جاهزيته للقاء الامين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي وقال إنه لا مانع من لقاء أي شخص الترابي أو غيره في اطار المصلحة العليا للوطن. واضاف طه في مؤتمر صحفي عقده امس بالامانة العامة لمجلس الوزراء ان لقائه مع د. علي الحاج القيادي بالمؤتمر الشعبي بالمانيا مؤخراً تطرق للمهددات والقضايا التي تحيط بالبلاد وقال إنه لمس روحاً عالية لدى علي الحاج تجاه المخاطر التي تحدق بالسودان مؤكداً استعداده لتجاوز الماضي وأخذ العبرة مما جرى. واعترافه بأنهم كانوا شركاء في الحكم وانهم يتحملون جزءاً كبيراً من المشكلات القائمة الآن. واشار النائب الأول الى انه تم الاتفاق على تعزيز ودعم كل ما من شأنه دفع خطوات الحوار مع المؤتمر الشعبي والمضي قدماً لخلق علاقات مستقرة مع دولة الجنوب، وقال إن هذه التفاهمات والاقرارات التي تمت بينه ودكتور علي مطروحة الآن لدى الحكومة والمعارضة للنظر فيها مشيراً الى انها تمثل رؤوس اقلام لحوار شامل في الشأن السياسي. وحول عدم نية المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية في الترشح للانتخابات قال طه إن الرئيس صادق فيما قاله مشيراً أن هذا توجه كل القيادات الموجودة في الدولة مرجعاً ذلك لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم الا انه عاد وقال إن قرار ترشيح البشير ليس قراراً شخصياً وانما هو يعود لمؤسسات الحزب وزاد ان القضية لم تعد في ايد الحزب وحده مبيناً ان القرار وصل الى منظمات المجتمع المختلفة وقال إنها ترى ان لدى البشير ملفات مهمة وعالقة ولا بد له من الاستمرار في سدة الحكم من اجل حسم القضايا الوطنية الخطيرة.. معقباً بالقول «إن المهام الوطنية تقتضي ان يواصل البشير دوره ومسؤوليته» وزاد انه ليس من نوع الرجال الذين يرمون المسؤولية من عاتقهم من باب الكسل والعجز» واضاف طه ان المسألة برمتها مفتوحة في ساحة مؤسسات المؤتمر الوطني في مؤتمره العام. وكشف طه عن اتصالات مع القوى السياسية بالداخل والخارج للوصول الى تفاهم حول صيغة متفق عليها لادارة البلاد في المستقبل مقللاً من الحديث حول قيام حكومة احادية مشيراً الى انها قفز فوق الواقع وانها لن تستطيع جمع كل ابناء السودان منبهاً الى عدم وصول بعض الدول لاتفاق عليها، وفيما يتعلق باتفاقية نيفاشا أكد انه راضٍ عما تم من اتفاق بين الشمال والجنوب مؤكداً انه سيكشف للتاريخ كيفية الحوار الذي تم بينهم نافياً اتهامات البعض لهم بأنهم كانوا كومبارس في الاتفاق أو ان هناك مذكرات كانت تأتي من الخارج لتفرض وصايتها على المفاوضين وزاد انه سيترك الحكم فيها للتاريخ واوضح ان الاتفاقية لم تنتهي بأنفصال الجنوب. واعلن علي عثمان ترحيبه بما تم من اتفاق بين حكومتي السودان وجنوب السودان لكنه عاد وقال إن هذه الاتفاقية تحتاج لحراسة وتعزيز حتى لا تنتكس مشيراً الى وجود عدم تفاؤل من بعض الجهات بالداخل والخارج لعدم نجاحها في المرات السابقة مؤكداً حرص الرئيسين «البشير وسلفا» على انجاح هذه الجولة وانزال بنود المصفوفة لارض الواقع، وقال إن الايام القادمة ستشهد قرارات وشيكة تتعلق بالاداء التنفيذي في دارفور واجراء تعديلات في ولايات الولاة بالاقليم لتجاوز المشكلات القائمة واصفاً ما يدور في دارفور الآن بالمشاكل القبلية أو العصابات المسلحة أو من يظنون انهم يستطيعون تصفية حساباتهم الشخصية بواسطة السلاح وقال إن الحرب لم تعد ضد الحكومة وحدها وان الذين اشعلوا الحرب في دارفور الآن يكتوون بنيرانها. وطقع طه بأنه لن تفلح اي محاولة لتغيير النظام الحالي بالقوة العسكرية معلناً ترحيبه بوثيقة الفجر الجديد اذا تم طرحها على انها برنامجاً سياسياً لحل القضايا الوطنية الا انه أكد رفضهم للوثيقة اذا قدمت كطرح عسكري لاسقاط النظام وقال إن الانقلابات العسكرية لم تعد تنجح الآن مشيراً الى انهم عندما قاموا بانقلابهم كانت الظروف الداخلية والخارجية مواتية لذلك. وأكد طه ان الحوار مع قطاع الشمال لن يقصر قامة الحكومة بل يطولها مشيراً الى انهم في اطار حل القضايا السودانية يمكنهم الجلوس مع أي شخص، واضاف ان الترتيبات الخاصة بالمنطقتين يمكن ان تعالج بعيداً عن اتفاقية نيفاشا، واردف انه ليس باستطاعة احد ان يمنع المتمرد مالك عقار أو الحلو من الادلاء بآرائهم فيما يتعلق بحكم السودان. ونوه طه انه لا سبيل للاستمرار في الحلول المتجزئة مضيفاً انه آن الآوان لوقوف اهل السودان بأنفسهم على حل القضايا التي تواجه البلاد. واوضح ان الحكومة رفضت اتفاق «نافع - عقار» لانها تتضمن بنود لا تصلح للتفاوض. وأكد طه انه لم يبعد من ملفات التفاوض مع دولة الجنوب وقال إنها القضية الوحيدة التي اخترق فيها صمته عندما كان في اجازته الأخيرة وزاد انه ممسك الآن بعدة ملفات على رأسها تنفيذ اتفاقيتي دارفور وشرق السودان. ووصف ما يدور في وزارة العمل والموارد البشرية بدليل العافية داعياً للنظر للمشكلة من زاوية الحرية ومحاربة الفساد وزاد ان خلافات التنفيذيين والنقابات طبيعي ويحدث في كل العالم الا انه عاد وقال إنهم قادرون على حسم القضية وفقاً للخطوات الادارية وسيتم الكشف عن الملفات المعلن عنها. ودعا طه المواطنين للمساهمة في حملات كشف الفساد بالاشارة اليه او توفير المستندات التي تؤكد حدوثه مؤكداً الا كبير على القانون وانه لا وصاية للمفسدين مهما بلغت مكانته داعياً الى اذكاء العنصر الاجتماعي مشيداً بجهود منظمات المجتمع المدني التي تعمل على زيادة الشفافية وحقوق الانسان. وقال إن انخفاض الدولار سيؤثر على الاسعار وسيخفض اسعار كثير من السلع والخدمات واوضح انهم لن يعتمدون على ايرادات البترول في تسيير القطاع الخدمي والاستهلاكي، مؤكداً انهم سيستخدمونها في تنمية القطاع الزراعي منبهاً الى انها قد لا تأتي أكلها حالياً لكنها ستثمر في مستقبل الأيام. وحدد طه الاسبوع المقبل موعداً لاعلان وزير وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي الذي استقالت عنها الأستاذة اميرة الفاضل في الأيام الماضية. وحول علاقات السودان بدول الجوار قال إن السودان يشكل حضوراً على الساحة الاقليمية واضاف ان الافق المتاح للسودان من دول الجوار اكبر من القنابل الموقوتة التي يدفع بها البعض في وجوههنا مثل حلايب وغيرها بما في ذلك العلاقة مع جوبا واصفاً موقف البلاد مما يجري في سوريا بالوضوح وزاد اننا نمتلم علاقة منفتحة مع كل اطراف الصراع في سوريا المعارضة والحكومة ونسعى لايقاف المسلسل الذي يدمي ضمير كل مواطن عربي. وكشف طه ان تغيرات كبيرة في المواقف الاوربية تجاه السودان وقال انني لمست من خلال الاتصالات مع بعض الدول الاوربية تغيرات كبيرة في مواقفها تجاه البلاد.