- ما استحق التدوين فعلاً تجربة اهالي أحد الأحياء والتي حكاها لي الأخ مصطفى ولا أعلن أكثر من اسمه الأول لدواعي بديهية . - تمثلت التجربة في أن بين أهالي هذا الحي شاب يعاني نفسياً، وأنه درج على التحرش بالأطفال جنسياً.. وقد تم ظبطه مؤخراً بعد إن استدرج طفلاً الى «كونتينر» مهجورة.. وأدخله الى هناك ولولا إن أحد شباب الحي من طلاب الجامعة لمح الأمر.. فأحضر اصحابه واخرجوهما من ذلك المكان، بعد أن نال الشاب علقة وتم تقريع الطفل، لحدث ما لايحمد عقباه من جراء التحرش أو من الحشرات السامة التي كان يمكن أن تكون موجودة في هذا المكان المهجور، أو ربما ماتوا اختناقاً بسبب ضيق المكان وعدم وجود منافذ لتجديد الهواء . - بيد أن أهل الحي وبالأحرى شبابه من الجامعيين، كونوا فرقاً لمراقبة تحركات الشاب المريض على طريقة الورديات.. يراقبونه منذ الصباح وحتى يهجع الناس ويليل الليل فينفضون، ولا شك أن في الأمر مشقة كبيرة.. خاصة أن أهل الشاب لم يقبلوا باقتراح الأهالي بإيداع ابنهم في مصحة نفسية . - اعتقد أن التجربة جيدة وتستحق الإشادة.. لكن لماذا لم يرفع الأمر الى القضاء حتى يقرر بشأنه؟! - طبيعي أن أهل الطفل المجني عليه خافوا من الفضيحة.. وأن أهل الشاب الجاني بذلوا مافي وسعهم حتى لا تتطور الأمور أكثر . - ولا أدري لماذا نخاف الشرطة والقضاء؟ ولماذا نخشى أن يأخذ القانون مجراه كنت أزعم أنه كان يمكن اثبات حالات التحرش لدي الشرطة، حتى أنها إذا تفاقمت يُرفع الأمر الى القضاء بحيث يقرر بشأن حالة الشاب، وربما طلب عرضه على أطباء الاختصاص . - إنني بقدر إعجابي بهذا المسلك لأبناء الحي، إلا إنني أرى أنهم صرفوا جهداً أكثر وأكبر، وبددوا من وقتهم وعلى حساب مصالحهم في أمر لا طائل منه.. فكان الأولى بهم رفع الأمر الى الشرطة ومن ثم القضاء. - واعتقد أن أي وكيل نيابة شاطر كان سيعمل على حل الأمر، حتى دون أن يصل الى القضاء، وبهذا يتقي الجميع مايسمى بالفضيحة .. ثم أن أهل الشاب ذاتهم اليس من الأصلح لهم ولابنهم أن يخضع للعلاج النفسي، وربما كان المرض في بدايته ويمكن علاجه بسهولة، وذلك أجدى من الانتظار حتى يستفحل الأمر وقد يستعصى علاجه . - لماذا أيضاً مثلما نهرب من الشرطة والقضاء، نهرب من العلاج النفسي مع كل هذا التطور الهائل.. بحيث أصبح المتحضر من البشر يعاود الطبيب النفسي دورياً للاطمئنان فقط . - عموماً أنني أطرح تجربة أهالي هذا الحي وشبابهم الذي اجتهد لحل المشكلة.. واطرح أيضاً نقدي لهم بحيث انهم ضيقوا واسعاً - والموضوع يستحق النقاش...