ü والي شمال كردفان السيد معتصم ميرغني قال إن هجوم المتمردين «فرقعة» إعلامية من أجل كسب سياسي في جولات المفاوضات. ü وسؤالنا الأول الذي نسأله في هذه المساحة «الحزينة» لماذا لا تبادر حكومته بهجوم واسع على المتمردين وتوسعهم ضرباً وسحقاً وقتلاً وتدميراً مثل ما فعلوا بالمواطنين الأبرياء في أم روابة وبقية المناطق التي تعرضت لهجوم غادر وظالم؟! انتهى عهد الكلام ويجب قيام مبادرة هجومية واسعة النطاق و تحدث أيضاً «فرقعة» إعلامية.. وعندما تجلس الجبهة الثورية أو قطاع الشمال لطاولة المفاوضات يجب أن يجلسوا وهم صاغرين وأن الحكومة قد ردت لهم «الصاع صاعين».. أما أي حديث بعد ذلك عن الطابور الخامس أو أحزاب معارضة قامت بمد المعتدين بمعلومات كافية قبل الهجوم فإنه لا يعدو أن يكون «فرقعة إعلامية» لا تقدم أو تؤخر!! ü سؤالنا الثاني هل ستكون أم روابة آخر «نقطة» تدخل «أطلس الدم».. هذا الأطلس الذي دخلته مدن وقرى وأودية سودانية من قبل بدءاً بالجنوب ومروراً بدارفور والشرق وكردفان.. وليس انتهاءً بأم روابة التي تمثل السودان بوسطيته وبمركزها التجاري والاقتصادي الذي يربط ويمد مركز السودان ووسطه وغربه بالمحاصيل والحبوب. ü أطلس الحرب اللعينة يتمدد كل يوم بلون الدم الأحمر الفاقع ويطال مدناً وقرى جديدة.. وفي كل يوم يسأل الناس عن الاتجاهات والمسافات والكيلومترات للمنطقة محل الحرب الجديدة ؟! ü هذا أطلس الحرب اللعينة.. وهو للأسف أطلس الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود.. وعلمنا تاريخ الصراع القريب في السودان أنه قلّما بقعة نجت من هذا المصير إن دخلته على حين غرة أو كان الأمر مخططاً له!! üالسؤال الثالث الحزين في هذه المساحة للطرف الآخر من معادلة الحرب المتمثلة في الجبهة الثورية: ما هو المغزى لمثل هذه العمليات الدامية التي وقودها «كرام المواطنين» من الأبرياء والمدنيين وما هي الرسالة السياسية التي تريد هذه الجبهة إرسالها؟! الأجابة المتوافرة هنا وبكثرة هي أن الشعب السوداني يرفض هذا النوع من الرسائل. ü فتباً للسياسة التي تطال المدنيين وتحرق الحرث والنسل وتقضي على الأخضر واليابس.. وأي رسائل سياسية تلك المكتوبة بلون الدم البشري وحرمته!! وتدمير مقدرات العباد والبلاد وإحراق محطات الكهرباء والمياه والاتصالات ونهب المصارف والمتاجر وممتلكات المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث ولا يعرفون من هو أمبيكي أو «مبكي» أو عرمان أو «قرمان»! لقد رسب ياسر عرمان.. كما يفعل كل مرة في امتحان المصداقية وهو يقول في أديس قبل يومين إنهم دعاة سلام وليس حرب.. لقد تأكد هذه المرة بما لا يدع مجالاً للشك أنهم غير جادين في تحقيق سلام واستقرار وأن الشعب السوداني أذكى من كل هذه الأجندة الملغومة والتي لا تتفق مع إرثه النضالي السلمي.. و«عمرها لم تحل البندقية مشكلة»!! ü ومع ذلك يبقى السؤال الرابع والحزين.. لمن تقرع «أجراس» المظاهرات التي اندلعت في أم روابة أمس؟!! على الحكومة أن تعي أن الناس لم تعد تفكر معها بذات الطريقة في النظرة لمثل هذه الأخطار. ü لم يعد الطابور الخامس وحده المسؤول... «طوابير البلد زادت»