أصبحت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أحق من غيرها بصفة «رجل دارفور المريض» وحتي لا تغضب النساء نبقي على المدينة مؤنثة فنقول «نيالا فتاة دارفور المريضة» ولنا في قصة مرض نيالا حيثيات ووقائع تثبت صحة مزاعمنا حتي لا يصفنا البعض من أصحاب الأغراض والأمراض، وحال نيالا ظاهراً لمن يقرأ صحافة الخرطوم وهي تحتفي يومياً بالأخبار السيئة من نيالا.. حالات اختطاف للأجانب.. جهود لإطلاق سراح المخطوفين.. في أخبار نيالا.. تبادل إطلاق نار داخل المدينة بين القوات النظامية وخاطفين.. تحرير رهائن أجانب من قبضة خاطفيهم.. في أخبار أمس إنحدرت الأوضاع لأسفل سافلين ،بعد مداهمة مجموعة مسلحة تتكون من «5» أفراد يستغلون عربة لاندكروزر مكتب رجل الأعمال وعضو البرلمان التشريعي عبد الوارث الأمين ونهب «100» مليون جنيه نهاراً وعلى عينك يا شرطة وجهاز أمن وقوات مسلحة وتم استخدام الأعيرة النارية في كسر خزانة المال.. ماحدث مسرحه ليس رهيد البردي أو شعيرية أو سوق نرتتي ،ما حدث داخل مدينة نيالا وأكبر المراكز التجارية بالمدينة ،ولم يعلن الوالي عبد الكريم موسى أرباب القاء القبض على الجناة وإقامة حد القصاص ،باعتبارهم من الذين يسعون في الأرض فساداً فهؤلاء بنص الشريعة تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف.. لكن السيد الوالي بالانابة قال ما حدث في سوق نيالا نهار السبت يعتبر تحدياً صريحاً لسلطة الدولة.. نعم ما حدث في نيالا ليس تحدياً لسلطة حكومة جنوب دارفور فحسب ،بل تحدياً للحكومة المركزية التي ينبغي لها الاحساس بالآم جنوب دارفور، وأمراضها ونزيفها الدائم فالولاية المعنية أصبحت تعاني من عصابات النهب والسلب ،حتي أصبح تحدي النهابين للسلطة جهاراً ونهاراً!! حتي عهد قريب كانت الصراعات تدور في محليات كأس وشعيرية والضعين وبرام ،وما كانت نيالا مدينة رعب وخوف وسلب ونهب مثلما يحدث الآن! ما الذي جعل عاصمة جنوب دارفور وأكبر مدن الولايات الثلاثة تصبح مباحة لأهل الغرض والسلب والنهب.. ومتي تعلن حكومة جنوب دارفور حالة الاستنفار القصوي في أوساط قوات الدفاع الشعبي التي نهضت من أجل التحديات الكبري والمحن التي تتوالد في بلادنا وما يحدث في نيالا من انفلاتات تمثل حالة تستدعي استنفار قوات الدفاع الشعبي لتضع كل نهاب في موقعه.. لن نستطيع أن نبريء حكومة الدكتور عبد الحميد موسى كاشا من عقابيل الذي يحدث في نيالا ،فقد ورث كاشا جنوب دارفور هادئة نسبياً مع وجود صراعات قبلية في جنوب الولاية ولكن حكومات ما قبل مجيء الأخ كاشا ما كانت تواجه تحدياً سافراً للدولة بنهب متجر لمواطن داخل سوق المدينة والاستثناء الوحيد الذي حدث من قبل كانت حادثة نهب بنك السودان في نيالا بيد أن تلك الحادثة كشفت لاحقاً أنها كانت عملية سياسية أكثر من كونها حادث نهب لغرض الحصول على المال كما حدث لرجل الأعمال الأمين عبد الوارث!