في البداية سادتي هي كلمات سابقة كان أن كتبتها بمناسبة عيد الأم وقد طفت على السطح بعد رحيل والدتي الأستاذة والمعلمة والمربية خديجة محمود عبدالرحمن عثمان في يوم الجمعة الرابع من مايو 2012م؛وهي كلمات كانت بتاريخ مختلف ولون (وجودي) ففقدتها وصرت يتيما بعدها،وأصبحت الأن أحملها بعضا من ذكرى لرحيل مر،وأمكنة كثيرة بسبب ذلك الرحيل - لله الحق فيما يملك ولا نملك - تداخلت في نفسي؛ولبست ثوب الحزن الذي كان يعتصرني؛وأنا لا أتخيل يوما من الأيام أن أفقدها،أو أن أستيقظ يوما وأنا لا أجدها أمامي ل(اُصبح) عليها،وزادت أحزاني ونحن نواريها الثري بمقابر أحمد شرفي؛وهي تجاور وتلاصق قبر والدي عليهما رحمة الله.. وزادت أكثر و(آية) الحنينة تريد أن تنزل (تحت) لحبوبتها؛وأبني (محمود) الصغير سيفتقد (حبوبته) وهو يكبر غائبا عنها وهي أيضاً تغيب... منتصف ليلة الخميس الثالث من مايو من العام الماضي وقبل وفاتها بساعات،وعند عودتي من الصحيفة وجدت شقيقتي هدى وبصحبتها (عيالها) والحاجة خديجة تودعهم(لحدت خشم الباب)؛وحدثتني - فيما بعد - شقيقتي هدى أنها قد أصرت عليها أن تأخذ أطقم الشاي والطعام خاصتها،وزادت على أصرارها بأن قالت لها(يابتي الحياة من الموت مامعروفة)..! وقبلها كان الحلم الذي تكرر لشقيقتي (فتحية) المقيمة بدولة الإمارات العربية؛وهي ترى والدتي في الحلم تطلب أن تذهب مع والدي وتصر على ذلك وهو يرفض؛وهي تلح،لتجد الرفض منه.. وهكذا حتى وافق أن ترافقه في النهاية؛وكانت أيام فقط حتى رافقته وهي سعيدة لحسن الخاتمة؛عند آذان صلاة فجر الجمعة. وسعدت واطمأن قلبي بحديث شقيقنا الأكبر الأستاذ مصطفى أبوالعزائم وهو يواسينا أنا وأشقائي وشقيقاتي بأن هناك من فقد والده وهو في بطن أمه؛وتوفيت والدته وهو في عمر السادسة،وكان هذا الشخص هو سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم... اللهم ابدلهما دارا خيرا من دارهما واهلا خيرا من اهلهما وادخلهما الجنة واعذهما من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم عاملهما بما انت اهله ولا تعاملهما بما هما اهله، والحمدلله من قبل ومن بعد. ü عام مضى على فراق والدتي رحمها الله وغفر لها وتقبلها بقبول حسن...وها نحن نفرح بزواج حفيدك الأول مؤمن مصطفى أبوالعزائم وأنتي ووالدي رحمكما الله معنا في فرحتنا التي أفتقدناكما فيها ولكنكما كنتما معنا روحا وقلبا..أحسسنا بكما وأنتما تبتسما وهنا تذكرتك عندما حكت لي زوجتي (ماريا)بأنك كنتي تجهزين (العدة) وتقولين لها هذه لزواج (مؤمن) ولد مصطفى؛ول(مروان) ود منى..وكانت هذه (العدة) ستنتظر لتزين موائد زواج بقية أحفادك و(حفيداتك) أبناء عبدالرحمن(بنيس) وبنات محمد(جنابو)،و(منى) وفتحية(توحة) وهدى (نانا الحلوة)،وآية (الزرقاء)التي كنت أنوي أن أسميها (خديجة) ومحمود ( جدو الصغير).. رحمك الله وغفر لك وتقبلك القبول الحسن... اللهم آآآآمين.. ü هي لك كلمات مضت كتبتها وأنت (عائشة) فيني ومعي .. لن أسميكِ امرأة قالت لي زوجتي مساء أمس الأول،بأن ابنتي (آية) - عمرها عامان وثلاثة أشهر - حنّينة (شديد)..!! فقلت لها ماذا فعلت حتى تقولي ذلك..؟ فأخبرتني بأنها عندما كانت تقوم بالغسيل؛كانت والدتي - ربنا يديها طولة العمر - وابنة أختي وإبنتي يأكلون في نوع من أنواع البسكوت المحٌّلى - كنت قد أحضرته قبل دقائق وخرجت لاحضار خبز للعشاء -وقد تبقت قطعة واحدة فقط على الطبق؛فأسرعت آية وأخذتها لتسرع نحوها وهى تصرخ (ماما أكلي...؟!). إبنتي الوحيدة - حفظها الله -عندما ترى أي أمرأة (مشلخة)؛تقول حبوبة..!وقد أرتبطت كل منهما بالأخرى،- والدتي وإبنتي - فقد إكتشفت إبنتي (آية) فتحة بمساحة وجهها الصغير في حائط السلم؛وأصبح بالطبع (برنامجها)الرئيسي..فما أن تسمع صوت (حبوبتها) في الأسفل حتى تفتح هى الباب لتناديها عبر فتحتها الصغيرة - الفتحة بأعتبارها فقط حقت آية- من أعلى،ثم بعدها تصرخ لأمها لتخبرها بوجود حبوبتها بالأسفل. الأم يكفيها أن أحد الصحابة عندما جاء للرسول صلى الله عليه وسلم طالبا السماح له بمرافقته للجهاد...فال له الرسول صلى الله عليه وسلم هل أمك حية..؟فرد الصحابي نعم يارسول الله.. فكان رد الرسول الكريم :فالزمها فإن الجنة تحت رجليها... ü وهنا أستلف لها ولي ولإخوتي كلمات من (رد جميل) كتبها محمود درويش للأم... لن أسميكِ امرأة، سأسميك كل شيء..