كتب أحدهم قبل أيام عن ما حدث ويدور في أم روابة، والله كريم، وأبو كرشولا، وهو حدث مؤسف وغير مبرر وغير أخلاقي لا يختلف فيه اثنان وكون أن هناك جهات أكثر قدرة وعتاداً ساهمت، بل اشتركت في هذا العمل الإجرامي غير المبررلا يحتاج إلى الدلائل والحيثيات واعتقد أن كل ذلك على طاولة الدراسة والبحث والتقييم لينال كل مخطئ ومقصر جزاءه.. ولكن الذي يحدث فيما أرى خروج من المثل ونقاش في الهامش وترك لب الموضوع هو أن البعض يتحدث عن الأخ الفريق أول مهندس عبد الرحيم حسين وزير الدفاع وكأنه لم يقم بدوره كوزير «وليس كقائد في الميدان»، وهؤلاء يجهلون أو يتجاهلون أن الجيوش في كل الدنيا أكثر المؤسسات تنظيماً وترتيباً وتحديداً للأدوار وفوق هذا وذاك لم يأتِ وقت الحساب بعد، فالجيش مازال في الميدان في أبو كرشولا وغيرها وقيل الكثير في حق سعادة الفريق ولكنه وحسب التربية المهنية وحسب المرحلة لم يقل شيئاً فهو- وأركان حربه- مشغول بمهامه وحسب الأولويات والأسبقيات أيضاً. وما دعاني لهذه المداخلة قول أحدهم إن سبب الحملة على الفريق هو أنه لا يتمتع بالدعم الجماهيري وهذا غير صحيح ولا يقوله إلا من هو غير ملم بخلفية سعادة الوزير، وبعضهم أخذ عليه أنه للمرة الثانية لم يستجب لطلب المجلس الوطني للمثول أمامه. ويتصرف بعض أعضاء البرلمان «مع احتفاظنا بكامل الاحترام للبرلمان والنواب» كأن الأولوية والمساءلة المستعجلة هي استجواب الوزير حتى قال أحد الأعضاء كما جاء في صحيفة المجهر بتاريخ 15/5/2013م «إن البرلمانيين يتمسكون باستدعاء وزير الدفاع حتى وإن أدى ذلك لحل البرلمان»، وفيما يتعلق بهذه النقطة فقد كان الفريق في الميدان حيث يدور الكر والفر بين المتمردين والقوات النظامية، ولا اعتقد أن هناك من يعتقد بأنه كان على الأخ وزير الدفاع أن يترك ميدان الأحداث ويأتي للخرطوم للرد على استفسارات المجلس، فرغم احترامنا التام للمجلس لم يكن ذلك أسبقية وأولوية للمقارنة بما كان يقوم به السيد وزير الدفاع.. والأمر الآخر وزارة الدفاع مؤسسة منظمة ومرتبه والأدوار محددة، وإذا كان هناك لوم على أحد فيما حدث فقطعاً ليس السيد الوزير هو «الملام»،كما أن الوقت لم يكن مناسباً لتوجيه أي نقد للوزير وهو في الميدان بين قواته، وهذا لا يعني أن لا يخضع ما حدث للتحليل والتقييم وتحديد نقاط الضعف والخلل الذي سمح للتمردين للوصول إلى أم روابة، بالإضافة إلى أن السيد الوالي هناك أشار بأنه كان على علم بما يدور منذ قبل يومين من الهجوم ولا أشك في أن كل هذه المسائل سوف تخضع للتحليل والتشريح والدراسة.. أما «لاكين» كل ما سبق كوم وقول أحدهم بأن سعادة الفريق يفتقد الدعم الجماهيري كوم آخر.. الفريق ينتمي إلى مجموعة من المواطنين لم يعرف عنهم الانحياز لمناطقهم وعشائرهم، وعبر تاريخ السودان لم يسجل على المناطق التي ينتمي إليها الأخ عبد الرحيم الانحياز والتعصب للأهل والعشيرة رغم أنهم أكثر الناس ارتباطاً اجتماعياً وحفظاً للرحم إلا أن ذلك يمارس على المستوى الشخصي والخاص وليس على مستوى المواقع الرسمية التي هي معنية بكل السودان.. الفريق عبد الرحيم التحق بالمعهد الفني في إطار تخطيط وبرامج الحركة الإسلامية ولعب هناك أدوراً مهمة كطالب في سبيل الإسلام والدعوة إليه كمثال فقد نذكر بأن الإخوة الذين عاصروه في المعهد يعرفونه ويشهدون بما كان يقوم به عبد الرحيم الطالب بما فيه صب الماء البارد في ليل الشتاء «للنائمين» والأذان يدعو حي على الصلاة.. لا أريد أن أتحدث كثيراً فموقع عبد الرحيم على رأس القوات المسلحة لم يكن صدفة ولم يكن اختياره لهذا الموقع لأي أسباب تتعلق بالدعم القبلي والجهوي بل لكفائته وقدراته، وأجد نفسي حزيناً أن تطرقت لهذا الأمر مرغماً، ولا أشك في أن سعادة الفريق سوف لا يرتاح بل قد يغضب لهذا التطرق، ولكني رأيت أنه لابد من الحديث المختصر عن الفريق وقدراته ومهنيته واستميح سيادته العذر للأدلاء بهذه الكلمة القصيرة فقط ليعلم من لا يعلم خلفيته المهنية كعسكري وتاريخه في الحركة الإسلامية منذ كان طالباً وما يتميز به كغيره من أهل المنطقة بعدم الخلط بين الخاص والعام فاستميحه العذر لأن «حكاية ينقصه الدعم الجماهيري» فرضت عليّ توضيح الأمر وادعو من يعتقد ذلك أن يذهب إلى داره العامرة وينضم للجماهير السودانية في منزله المبارك لإفطار يوم الجمعة وسوف يجد الرد العملي في الميدان «بلغة أهل الجيش».. وليعلم من قال إن عبد الرحيم ليس له سند جماهيري بأن أهل عبد الرحيم يشكلون 30%من سكان الخرطوم «محس الخرطوم أبناء الشيخ إدريس بن الأرباب.. والشيخ خوجلي أبو الجاز والشيخ حمد ود أم مريوم والشيخ أرباب العقائد في كل أرجاء المعمورة والنوبيون في حلفا، السكوت، المحس دنقلا، هؤلاء أهله وقبيلته.. ولكن بحمده تعالى هؤلاء لا يعرفون العنصرية ولا الجهوية، ولكن لو استدعى الأمر فستجدوننا في الميدان. وليبق الود موصولاً ولنتكاتف جميعاً من أجل هذا الوطن.. وطني السودان.. أعز مكان نتقاتل نتحارب.. برضو نرجع سودانيين.