الدكتور.. ومولانا الطيب زين العابدين لك التحايا والود والسلام.. وقبل التحايا لك التوقير والاحترام.. وقبل أن أبدي سعادتي.. بل سعادة حروفي وهي تتقافز طروبة لتهبط في مقامك ذاك السامي والعالي.. دعني أهنئك.. بل أهنيء الوطن والله سبحانه الشافي يسبغ عليك ثوب العافية.. التي أتمنى في ضراعة.. أن ترفل فيها صباح مساء.. وأن يديم عليك تمام الصحة والعافية.. ليتعافى الوطن وتتعافى الحروف.. وتتعافى الكلمات التي ظللت تمتعنا بها في ابداع وابهار.. واليوم.. يا دكتور.. دعني «أستلف» كلمات رائعة كتبها «أبو صلاح» وشدا بها وردي في رائعته «قسم بي محيك البدري».. وذلك عندما دفع «بعرضحاله» أمام أعين المحبوب.. وهو ينشد «وأمامك شكوتي وشكري» وأسمح لي بتعديل طفيف.. وأنا أقدم شكري على شكوتي.. لأنك أهل للشكر ولأن ما يستحق الشكر والعرفان.. أعرض وأكبر.. وأعمق.. وأجل شأناً.. وأطيب ثمراً من شكوتي.. وكيف لا نشكرك.. بل كيف لا يحتفي بك الوطن.. وكيف لا تزهو وتزدهي بل ترقص طرباً الديمقراطية تلك الرحيبة وأنت ثاني إثنين.. سجلوا بأحرف من نور اسميهما في سفر الرائعين.. بل الخالدين وأنتما وفي مجلس شورى الحركة الاسلامية ترفضان في صرامة وحديدية إستيلاء الاسلاميين على السلطة عبر انقلاب اسلحته المجنزرات ومواسير المدافع والبنادق.. هذا موقف لن تمحوه كل عوامل تعرية الدنيا من ذاكرتنا الذي سيظل فيها مرسوماً وموشوماً في آخر بوصة من سويداء قلوبنا.. ومطبوع بالألوان في أغلى وأعلى بقعة في عقولنا.. ألم أقل إن شكري أعرض مساحةً من شكوتي.. والآن يا بروف إلى «شكوتي».. وحتى لا أغرقك في طوفان من الحروف.. وحتى لا أبسط أمامك مئات أو عشرات من المسالك والدروب.. دعني «أنشن» في قلب الدائرة.. ليستقر السهم في كلمات محددة.. قليلة.. ولكنها راعدة ومُدوِّية.. كان الحديث عن الدكتور «غازي صلاح الدين» عن آرائه.. عن إقصائه من رئاسة كتلة الوطني بالبرلمان.. عن ملاحظاته.. أو حتى عن إعتكافه أو «حرده».. كل هذه السلسلة المتعلقة بالدكتور غازي صلاح الدين لا تهمنا بل لا تهمني أنا شخصياً في كثير أو قليل.. أنه شأن الاسلاميين وحدهم.. ولا شأن لنا نحن الشعب السوداني غير المنظم أو المنتظم في جماعة الإخوان المسلمين بهذا الأمر مطلقاً.. بل هو شهر ليس لنا فيه نفقة فبأي حق و «عشان شنو» نعد أيامه..؟ الأمر الذي أماد الأرض من تحت أقدامنا.. بل زلزل كل كياننا.. وهدّ كل «حيلنا» هو قولك «يمكن لغازي أن يكون على رأس معارضة اسلامية».. «يعني» يا بروف.. يكون السودان بالكامل قد صار ملكاً مطلقاً ومسجلاً في الأراضي باسم الحركة الإسلامية.. الحكومة من «الإخوان» والمعارضة من الإخوان.. وهنا ينهض السؤال.. أين موقع أي مواطن غير «أخ مسلم» في هذا الوطن الذي أصبح أو سيصبح حسب- رأيك- تحكمه حركة اسلامية وتعارضه حركة اسلامية وبإيضاح أكثر لماذا يبقى «ناس حزب الأمة» والاتحاديون والشيوعيون والبعثيون في الوطن ليوم واحد.. والدروب توصد بالضبة والمفتاح أمام أي حزب غير حزب الاسلاميين حتى لا يقود درب واحد إلى باب القصر أو باب مجلس الوزراء.. «غايتو» يا بروف لو حدث ذلك وصار الحكم «إخواني» والمعارضة إخوانية.. تكون هذه مثل «تقسيمة» فريق واحد يلعب فيها «المرشح» مع «المرابط» ولأنها كذلك دعني أقول إنني لن أشاهد فيها «ثانية» أو دقيقة واحدة.. وبكره أشرح لك طلباتي..