الدكتور.. عبد الرحمن الخضر.. والي الخرطوم المُنتخب.. لك السلام والود والتحايا.. ومبروك.. بل ألف مبروك.. رغم أن أمر الانتخابات.. لا ناقة لنا فيه ولا جمل.. ولكن.. وهذا ليس رياءً.. أو ملقاً رخيصاً.. ولا هي ردة عن معتقداتي.. وعقيدتي.. التي أقبض عليها بيد من حديد.. رغم أنها جمرة.. لاهبة كم أدمتني.. وشوتني.. وعذبتني.. ولكنه عذاب لذيذ.. أن تعتقد أنك إنما تنحاز في بسالة إلى فقراء شعبك.. وأن ترضى في زهد وخيلاء عن نفسك.. وأن تتوافق.. وتعيش في سلام مع روحك.. وقاتل الله النفاق.. الذي أمقته كما أمقت الظلم.. وقبّح الله «تسكع» الرجال.. على أبواب السلاطين والأغنياء والحكّام.. بعد كل ذلك.. أقول.. إني وعن معرفة بك.. أراك تستحق تحياتي وتهنئتي.. آملاً.. مستجدياً الله في إلحاح.. وإلحاف.. أن تكون على نهج عمر بن عبدالعزيز.. الذي خرج من صفوف.. بني أمية.. وأعلم سيدي الدكتور أن «أخوانك» في تنظيمكم.. الرهيب.. أشد قسوة.. وجبروتاً.. وتمتعاً بفاخر الطعام.. ونفيس الدرر.. ومطلق السلطان.. من كل حكّام بني أمية.. وها أنا أطلب من الله.. أن تنتهج.. وتسير في ظلال وخصال.. وتسيير أمور الحكم.. متأسياً بالخليفة العادل ابن عبدالعزيز.. وليس ذلك على الله بعزيز.. و«الله بدي الجنة».. ثم.. وقبل أن أبسط أمامك.. «شكوتي وشكري».. دعني اعتذر للأحبة في ولايات السودان كلها بلا استثناء ودون «فرز».. لأن اليوم هو يوم الخرطوم.. ولأني ولأول مرة في تاريخي.. أوظف مدادي لمسقط رأسي ومدينتي.. الخرطوم.. لذا فليعذرني أحبتي.. في الفيافي والبوادي في غرب وشرق وطني الجميل في شمال وجنوب.. بلدي الحبيب.. وليكن العزاء أني كنت وعبر سنوات عمري.. أردد مع «ود المكي».. بل أبكي مع قطاره الذي شق أودية البؤس.. وسرى ليلاً عبر مدن تغرق في الظلام.. حتى وصل الخرطوم.. المضيئة.. المترفة وهنا بكى القطار.. وهو ينتحب.. ما أتعس رأس مشلعل الاقدام.. ورغم نزيف جرح القطار الدامي.. أقول عفواً أحبتي.. فاليوم حروفي فقط للخرطوم.. والزيت لو ما كفى البيت حرم على الجيران.. والآن سعادة الدكتور..هاك شكوتي.. بل شكاياتي وأبدأها.. رزازاً خفيفاً.. يعقبه وابل من المطر.. هي طوفان من الأسئلة.. نأمل أن تكون إجاباتك عليها.. أفعالاً تمشي على الأرض بين الناس.. جاءت الإنقاذ.. وأنت أحد أوتاد خيمتها.. بسياسة.. احتضان.. والافتتان بأهل الثقة دون أصحاب الكفاءة.. ظل هذا النهج دستوراً.. لم يحد عنه حاكم أو والٍ أو معتمد.. بوصة واحدة.. ظل أصحاب الثقة.. هم من ترعاهم..وتغدق عليهم بل و «تدلعهم» الحكومة.. وفي شمس الظهيرة «الكاوية» هام «الحرافيش من بقايا المواطنين على وجوههم.. تحاصرهم.. الهموم والغيوم.. والشكوك ومضغ الصبر.. وأحياناً الإذلال والقهر.. ومرات يتجرعون الظلم.. كوجبات يومية.. صحة وعلاجاً.. تعليماً.. وعملاً.. وإذا وجدنا العذر..لتطبيق شعارات.. أهل الثقة قبل الكفاءة.. وإذا «سامحنا» الحكومة غصباً عنّا.. ونحن نعيش تلك السنوات المروعة.. وبعد أن «مكّنكم» الله.. في الأرض..وعلى دست الحكم.. لعشرين سنة وتزيد.. أما آن الأوان.. ليستوي فيه العباد.. كاستواء أسنان المنشار.. وهل نطمع.. في أن نعيش تحت ظلال.. كلمات «محجوب الشريف».. وطن بي الفيهو نتساوى.. نحلم نقرأ نتداوى.. إلى هنا أتركك.. لتقابل وفود المهنئين.. وأعمل حسابك.. حتماً بينهم طامعون ومنافقون.. ومتطلعون.. والسبت بإذن الله نواصل..