البريد والبرق..لما كان ؟؟؟ سيظل الحنين الي مصلحة البريد والبرق والتلغراف.. ومبانيها المنتشره في ربوع العاصمة المثلثة وفي مدن السودان المختلفة.. ومن كانوا يعملون بها من معارف واصدقاء وزملاء ودراسة وشخصيات عامة وخلت تاريخنا الادبي والرياضي والفني.. - اضافة الي ما كانت تقوم به من خدمات جليلة مرتبطة مع كافة المواطنين من اعمال مختلفة ..كما انها كانت ذات صلة بالمواصلة مع كل غريب ومبتعد عن الاهل والديار ..وسيظل الحنين اليها يراودني كل ايام حياتي .. وسبقي الي ان تغني الحياة... خاصة وانا كنت اقطن في حينها المطلق عليه اسمها.. وهو حي البوستة بام درمان من الطفولة حتي الشيب.. كما امضيت قرابة الثلاثين عاماً .. وانا اعمل في مبني وزارة الثقافة والاعلام في الخرطوم بشارع الجامعة حالياً وغردون سابقاً وهو يقع شرق المبني الرئيسي لرئاستها .. ومن ثم كان يقع نظري علي مبنيها في ام درمانوالخرطوم وفي رو حاتي وغدواتي يومياً.. وهكذا صار الارتباط «بالبوستة» وجدانياً وروحانياً .. هذا وعندما كتبت في يوميات العروسة «اخر لحظة» ثلاثة مواضيع عن ايام زمان ..ومن ضمنها مصالح كانت مهمة قد اختفت .. قد فات علي سهواً ..لا عمداً ..ان اذكر هذه المصلحة البريد والبرق.. والتي اضحت مبانيها في انحاء العاصمة «اطلالاً تنوح وتنقع الغربان فيها» مما يدعوا للحسرة والاسي والكمر وزرف الدموع .. علي مبانيها التي كانت منارة واعلاماً واثاراً في المدن الثلاث .. وما الت اليه من اغلاق بالضبة والمفتاح.. واختفاء خدماتها والتي اصبحت اليرم متاجر في كل جوانب مبانيها المختلفة خاصة في امدرماننا في مبناها الرئيس الذي انتقلت فيه من الجنوب الي الشمال ..والذي اصبح حالياً البنك الزراعي وفي مبني السوق الشعبي والموردة الذي اصبح مقراً لسوق الاسماك ..ونسبج لارتباطي الصحيف بهذه المصلحة كما ذكرت انفاً.. فكلما قادتني قدمايا بجانب احدي مكاتبها وقعارها ..الا وتحسرت وتاسفت علي ماضيها الذي صبح من ذكريات التاريخ وذلك بعدما كانت لنا «شنه ورنه» وكانت مرفقاً يستوعب اغلب خريجي الابتدائي في كل عام علي مدار تاريخها واليوم صارت نسباً فعلياً !! شعراء البريد في جرد حسابها ممن كانوا يعملون بها واصبحوا قامات وقمم في مجال الشعر والصحافة والرياضة نذكر منهم مثالاً لا حصراً استاذنا/ احمد البلال الطيب والنعمان علي الله ..وفي الشعر واكثرهم.. كالشعراء الافراد /مبارك المغربي-وابراهيم الرشيد- وجعفر حامد البشير وشاعر العيون /عبدالله النجيب ومصطفي سند ومحمد يوسف موسي ومصطفي عبد الرحيم وغيرهم. ومن لاعبي الكره واهل القله اذكر منهم خليل فرح وصلاح مصطفي وبيس بحر.. وكامل حسين عازف السكسافون بفرقة شرحبيل احمد ومن لاعبي الكره بفريق الموردة بكري وعمر عثمان وود الزبير...ومن المريخ محمد علي «قرعم»ومن الهلال صالح رجب . ايام جنينة النزهة ومن المعالم الشهيرة التي اختفت في الخرطوم كانت حديقة الحيوان او جنينة النزهة.. كما كنا نطلق عليها في ايامنا الخوالي اذ كانت تعتبر اثراً من اثار الخرطوم.. اذ بيعت في ليل مدلهم ومن غير اعلان تجاري مسبق لليبيا لكي يقام مكانها الفندق العالمي الفاتح الذي اطلق فيما بعد اسم«كوتينا» حيث كانت مزاراً لكل اهل العاصمة ..والقادمون اليها ...يجدون فيه الترفيه والترويج عن الانفس مع مشاهدة الحيوانات علي مختلف الوانها خاصة وان اغلب الحيوانات المفترسة وغيرها هي موجودة بكثرة في غابات السودان الكثيفة في الغرب والجنوب وجليت استقطابها لايكلف الدولة مالاً وانها كانت مدرسة لطلبة المدارس الاولية اختفت ولم يوجد لها بديل هذا في الوقت الذي تحرص فيه كل دول العالم وتهتم بمثل هذه الحدائق للحيوانات التي تحرص علي جلبتها واغتناها من كل انحاء العالم ونحن نفرض في هذا الكنز المتوفر بكثره لدينا ..والذي فيه ذكريات لاغلبنا في ايام صبانا وجهالتنا!!! وزنكي الخرطوم ومعلم اخر واثر من اثار الخرطوم والذي كان مرتبط بسكانه ومن يعملون بها في مختلف المرافق من سكان بحري وام درمان ..وهو زنكي سوق الخرطوم الذي كان يغشاه الحميع لشراء ما يباع فيه من اشياء ضرورية من لحوم وفواكه وخضروات وتوابل عند عودتهم الي منازلهم وبتراب الفلوس فضاع وضعنا معاه مثلما هتفت جماهير لما زاره الراحل ابراهيم عبود