عندما يستبد بي الرهق.. وتنسد أمامي المعابر والدروب.. وتبلغ الروح «الحلقوم» وتتقفل «قبل الله الاربعة في وجهي» أغسل أحزاني.. وترحل عيوني إلى شرفات البرلمان البريطاني.. وأحياناً في «لوج» الكنجرس الأمريكي ومرات في «مقصورات» مجلس الشيوخ لسان حال «اليانكي» لأمتع روحي بالدهشة.. ولأشعر فعلاً إني من «فصيلة البشر».. وأحس عندها انني أتنفس من ذات «الأكسجين» الذي يملأ رئات أولئك الكفار الأبالسة الملاعين.. من الانجليز والامريكان.. الذين عندهم إيذاء «كلب» ضال خط أحمر.. وإهانة «حمار» إهدار لكل قيم وحقوق الحيوان.. وأحس في نفس الدقيقة والثانية واللحظة والتو.. أنني وأحبتي فقراء بل مواطني السودان.. إننا حقيقة وليس مجازاً نعيش في العالم العاشر وليس الثالث كما نتوهم ونكذب وندعي.. فيا أيها الأحبة والإخوة.. إن الحديث حديثنا اننا في العالم الثالث هو نفخة كاذبة وانه محض هراء وادعاء. كنت في أمان الله أخلف رجلاً على رجل في مقصورة مجلس النواب الأمريكي وأنا اتابع «أوباما» رئيس أعظم دولة في العالم.. يستجدي في مسكنة ومذلة.. بل يمد الرجل «قرعته» وهو «يشحد» النواب متوسلاً ملحاً طالباً من النواب عدم فرض عقوبات اقتصادية جديدة أو تشديد القديمة على إيران لأن ذلك حسب رأيه يضع عراقيل أمام المفاوضين.. من مجموعة خمسة زائد واحد مع إيران في محاولة مضيئة للاتفاق حول الملف النووي الإيراني.. وعلى «عجل» «أخطف رجلي» إلى شرفة البرلمان البريطاني.. وديفيد كاميرون يتوسل في ضراعة و «حليفة» للسادة النواب أن يمنحوه تفويضاً للاشتراك مع امريكا في ضربة عسكرية محدودة وخاطفة ضد سوريا.. و«تنبهل» المناقشات مشتعلة اشتعال الدوري الانجليزي والرجل يراقب ويترقب.. وتأتي لحظة التصويت.. بالمناسبة هناك «ما في توالي» وما في «إذن أغلبية» وما في «نعم» و «لا».. وما في هتاف هادر ومعناه إن القرار قد فاز.. هناك حساب واحصاء و «عد» بالورقة.. وتأتي النتيجة وكانت 285 نائباً يرفضون طلب رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» و 275 يوافقون رئيس الوزراء على الاشتراك في ضرب سوريا..ويرتد بصر «ديفيد» والذي كان مشدوداً إلى المنصة.. يرتد خاسئاً وهو حسير.. ويصرف الرجل النظر تماماً عن الاشتراك مع «اليانكي» في ضرب سوريا.. وذلك انصياعاً لرأي «نواب الشعب» الذين لن يتخطى قرارهم بوصة واحدة.. لاحظوا يا أحبة شراسة الموقعة.. وتقارب النتيجة 285 إلى 275 واتذكر في أسى كيف إن كل قرارات احبتنا في المجلس الوطني.. بالإجماع أو على أحسن تقدير تكون 449 من 450 أوعندما تشتد المعارضة من داخل المجلس الوطني.. وعندما تتجمع صفوفها وتترابط «صواميلها» وتقسم بوحدتها تكون النتيجة 445 إلى 450.. المهم ما كنت أنوي «النزول» من تلك الشرفات والمقصورات.. وما كنت أود مغادرة ذاك الابداع والترف الفكري.. والنقاش والذي هو في حرارة الجحيم لاعود إلى الوطن.. ولأجلس على شرفة المجلس الوطني.. لولا ذاك الحديث الذي ملأ الصحف حتى تدفقت وعم القرى والحضر لأن قائلة الحديث لم تقيم عليه الحصون ولم تخفه من عيون البشر فقد قالته في حزم وحسم وهي تغادر القاعة غاضبة وهي تعلن إن المنصة لا تعطيها فرصة الحديث لأنها «ما مهمة» انها السيدة الفضلى سعاد الفاتح.. وبكرة نواصل.