في مقالي الاسبوع الماضي وتحت عنوان المؤتمر الأممي القادم تناولت عدداً من النقاط حول التوقعات المحتملة في الاجتماع الاممي الذي انعقد بمباني الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 من الشهر الجاري حول ازمتي السودان الجنوب ودارفور وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الامريكي اوباما والنائب الأول ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت ونائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني الأستاذ/ علي عثمان محمد طه ورهط من رؤساء دول الجوار وممثلين للمنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بامن وسلامة السودان. اثارت النقطة الخامسة في نهاية المقال اهتمام بصغة اشخاص من بينهم احدى الصحفيات المخضرمات والنقطة المعنية تتعلق بدور المنظمات والجمعيات والروابط الخاصة بابناء دارفور في المهجر وما اطلقت عليهم اسم الشريك الرابع في عملية ومسيرة سلام دارفور وطلبت مني مزيداً من الرصد والتحليل لدور هذه المؤسسات في موقف المجتمع الدولي من المشكلة كما اشار لي احد القيادات السياسية البارزة من أبناء دارفور والمنتمي بقوة للمؤتمر الوطني أن ما اطلقت عليه في مقالي اسم الشريك الرابع وهو المجتمع المدني الدارفوري بالخارج أن هذه الفئة لا تمثل وزناً ولا تأثيراً في مشكلة دارفور وانها تستمد مواقفها من خلال المعلومات والتوجهات التي يتعاطاها بعض من القوى الاجتماعية والسياسية والمدنية بالداخل والإستراتيجية الجديدة المطورحة اعترفت وبقوة لدور اكبر في المرحلة القادمة للمجتمع المدني الداخلي في اتجاه توطين الحل لمشكلة دارفور. بين تساؤلات الاخت الصحفية ورؤية القيادي الدارفوري البارز اتجهت خلال الاسبوع الماضي لمزيد من الاضطلاع والبحث عن اجابات للاسئلة والاستفادة الشخصية بامتلاك قاعدة معلومات علمية عن هذه الشريحة وفي سبيل ذلك سلكت اقرب الطرق وهو البحث في المواقع الالكترونية المهتمة بالموضوعات السودانية وتلك التي تملكها وتحررها النخبة السودانية في دول المهجر ثم البحث في عدد من السنوات الماضية بمعوقعي سودان جيم وموقع سودانيز اون لاين والراكوبة وهذه الثلاثة مواقع أكثر المواقع نشراً للنشاطات من المجتمع المدني الدارفوري على المهجر. أن حصيلة الايام القليلة الماضية في هذا الموضوع هذه تغري بالتجهيز لاعداد دراسة علمية واسعة تحيط بكل الجوانب بغية وضع برامج للاستفادة من هذه الفئة من خلال معرفة توجيهاتها وارتباطاتها ورؤاها وجهودها في إطار وحدة أبناء دارفور وهذا الأمر يستدعي مزيد من التقصي والبحث ليس عن طريق الشبكة العنكبوتيه وانما من خلال الاضطلاع على النظام الاساسي لكل مجموعة وارتباطاتها السياسية والإثنية والاجتماعية والثقافية .... الخ.ثمة بعض من الملاحظات الأولية في مقدمتها أن المنظمات والمؤسسات الخاصة بابناء دارفور في المهجر تنقسم إلي نوعين اساسيين الأولى منظمات تم تكوينها بعد انفجار مشكلة دارفور وجاءت نتيجة لنشاطات عدد من اعضائها في الشأن العام قبل الخروج والهجرة وهم من المعارضين السياسيين وضحايا الصالح العام وهذه الفئة تتمتع بتاهيل عال وخبرات متراكمة مهنية وسياسية وتمكنت من صناعة علاقات متينة مع المنظمات الدولية الكبيرة في تلك الدول ومع عدد من دوائر التاثير الإنساني والسياسي ونلاحظ أن هذه المجموعة منتشرة بصورة اوسع في الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا واستراليا وعدد من الدول الاوربية في عمليات إعادة التوطين وقبول المهاجرين هذه المجموعة أيضا تهتم بصورة واسعة بمبادرات العون المدني والقانوني وحقوق الإنسان إلي جانب العون الإنساني في التوعية وهي ناشطة في هذه المجالات وتستخدم الوسائل الحديثة في التعبير عن مواقفها من مشكلة دارفور وذلك عبر الشبكة العنكبوتية أو الأجهزة الإعلامية والقنوات العالمية واسعة الانتشار أو عن التظاهر والاعتصام ومخاطبة المؤسسات والهيئات الأممية. أما النوع الثاني من الجمعيات والمنظمات هي الاجتماعية القبلية والجغرافية التي تجمع أبناء القبائل وابناء المناطق والقرى وهذه الجمعيات والمنظمات تتركز بصورة اساسية في المحيط العربي والافريقي مثل جمهورية مصر التي تتمتع باكبر قدر من هذه الجمعيات والمنظمات الناشطة والتي تمتلك دوراً وتتلقى دعماً من عضويتها ومثل الجماهيرية الليبية والمملكة العربية السعودية واليمن وغيرها. وتتاثر هذه الجمعيات والمنظمات بسياسات وتوجهات الدولة التي توجد بها ففي عدد من الدول تكون هذه الجمعيات القبلية والجغرافية تعمل بدون اضواء وفي صمت شديد ولا تبدي النشاط السياسي العلني الذي قد يتصادم مع سياسة الدولة المضيفة وتتركز نشاطاتها في معالجة مشاكل عضويتها بالتكافل الاجتماعي وفي بعض الدول الميسورة تقوم هذه الجمعيات بتقديم واستقطاب العون الإنساني للمتاثرين بالحرب في ولايات دارفور.هنالك ملاحظة لابد من الاشارة إليها وهي غير هاتين الفئتين السابقتين هنالك عدد من المكاتب السياسية الحزبية التابعة للحركات الدارفورية المسلحة والاحزاب المعارضة في الداخل تنتشر في دول المهجر وتنحصر نشاطاتها في الشأن السياسي وفقاً لتوجيهات وهذه الفئة لا تعنينا في هذا التحليل والذي نتوجه فيه للمنظمات الإنسانية الخيرية في شقها الإنساني والمدني.اخيراً من المؤكد أن البحث وجمع المعلومات الحقيقية والتحليل سوف يوصلنا إلي النتائج العلمية في مقدمتها ضرورة الالتفات لهذه الفئة ذات التاثير في حل المشكلة أو تعقيدها. ولله الحمد،،،،