ü عدد من القراء استحسنوا ماكتبناه أمس حول «اللاعب الصغير».. و ملخص الفكرة أن السودان بوضعه الحالي وإمكانياته المتواضعة لا يستطيع فعل أي شيء تجاه ما يدور في جنوب السودان!! وعليه فقط أن «يقعد ساكت»!! ü القصة قد تبدو «مؤلمة» أو صادمة و لكنها «الحقيقة» و«الواقعية» و «المأزق» الذي يعيشه السودان الآن!! ü «إيما مايكل» طالبة إعلام بكلية السودان الجامعية للبنات.. إيما تحمل مشروع «صحفية» ناجحة وقادمة.. ناقشتني أمس في ماكتبته.. قالت لي: هل هي دعوة لترك الشأن الجنوبي؟!! قلت لها: لا بالعكس.. ولكنها-آي حالة السودان- كحال الشخص الذي يتعين عليه أن يشق طريقاً في الغابة والليل دامس.. كيف يتحسس طريقه في هذه الظروف القاسية وهو لا يحمل شيئاً يكشف له الطريق حتى لو بطارية «أم حجرين»؟! ü «إيما» قالت «الدار» واحدة سواء كانت في الشمال أو في الجنوب.. وكان على الأطراف حل المشكلة منذ قديم الزمان من أصحاب القضية الواحدة قبل الوصول «للجودية» وهذا ما حدث للأسف. ü اتفقنا على أن التدخل الأجنبي لم يبدأ منذ اليوم أو الأمس.. ولكنه «جرح» قديم يعود لبدايات القرن الماضي أو قبل ذلك!! ü قلت لها: في هذه المرحلة لو أراد السودان أن يتدخل بحسن نية و«طيب خاطر» وإحساس حقيقي بأن المشكلة تنعكس آثارها السالبة والمباشرة على الجميع شمالاً وجنوباً.. فإن «الآخر» لن يتركه!! ü أطياف واسعة من الجنوبيين لن يقبلوا ذلك.. ودوننا تصريحات إدوارد لينو وأطراف أخرى دولية وإقليمية لن ترى في السودان الحالي إلا «صورة الشر»!! ü وربما ينطبق عليه حال تلك «الحبوبة» التي أوشكت على الغرق في النيل فأنقذها حفيدها من «ابنها» بينما فر حفيدها من «ابنتها»!! ولأنها تكره زوجة ابنها فقد قالت.. «نتلني ود العدوة وكسر فيّ ترقوة!! ود الحبييبة ما عندو في البحر صيبة»!! بحثت عن عذر «للثاني» وأدانت «الأول» رغم الجميل الذي أهداه لها بإنقاذ حياتها!! ü وهذا ما يحدث بالضبط للحكومة السودانية في هذا الوقت!! ومع ذلك فإن المساحة يمكن أن تتوفر للسودان للعب دور من خلال «الإيقاد» ومنظمات الاتحاد الأفريقي لإنهاء الصراع والعمل على عدم تدهور الأوضاع في جنوب السودان وتسهيل عملية الانتقال للحوار وتغليب الحل السياسي على الحل العسكري الذي سيقضي على «الأخضر واليابس» شمالاً وجنوباً!! ü المطلوب من الحكومة صياغة خطاب «متزن» يختلف عن تصريحات د. أحمد بلال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة وهو يحصر اهتمامه في حقول النفط.. في الوقت الذي يجب عليه أن يقدم قضايا وحدة واستقرار الجنوب قبل الحديث بلغة «المصالح».. والتركيز على الهدف والمصير المشترك للدولتين!! ü المطلوب أيضاً عدم «الضرب الشديد» على وتر اللاجئين والخوف من الموجات القادمة.. وإثارة مثل هذا الحديث في هذا الوقت «يحرج» ولا يفيد. ü القضية أكبر من «برميل» بترول ومن نزوح هذا أو ذاك!! ü مع ذلك يبقى السؤال: من يحل مشكلة جنوب السودان.. هل هي أمريكا أم دول الإيقاد؟ أم السودان إن سمحوا له؟! أم أن الوقت لازال مبكراً لطرح مثل هذه الأسئلة؟!!