أما الحبيب المعني، فهو السيد الإمام الصادق المهدي، أحد مفكري هذه هذه الأمة، وأحد قادة السودان وساسته الأفذاذ.. وأما (السنة الحلوة) فهي التي ولجها منذ فجر أمس في ذكرى مولده، التي أحدثت تحولاً كبيراً في دنيا الأنصار، وعالم السياسة، فالرجل غير صفاته التي أشرنا إليها بكلمات قلائل، يتمتع ويحظى بقبول كبير ليس لدى أنصاره ومؤيديه فحسب، بل لدى خصومه ومنافسيه، والمتطلعين إلى الزعامة والإمامة. والعنوان أعلاه، جاء - هكذا عفو الخاطر - على نسق ما يردده المحتفلون بعيد ميلاد شخص ما، أمام المحتفى به، وهو (سنة حلوة يا جميل) باللغة العربية أو (Happy Birth day to you) باللغة الإنجليزية، والمعنى الاحتفالي واحد، وإن اختلف المعنى الحقيقي بين العبارتين، إذ أن ترجمة العبارة الإنجليزية الدقيقة تعني «يوم ميلاد سعيد لك». احتفال السيد الإمام الصادق المهدي بذكرى مولده لم يأتِ من أبواب الفراغ والترف والدعة، و..(عدم الشغلة)، بل جاء وقفة للمراجعة، مثلما جاء (جرد حساب) لما تم.. وما أنجز من أعمال، متضمناً قائمة البلدان الخارجية التي زارها، والنتائج التي خرج بها، وقد قال السيد الصادق نفسه في خطابه أمس مع المحتفلين به ومعه، قال إن الذكرى مناسبة لوقفة مع الذات من باب (وأما بنعمة ربك فحدث)، ومن باب تقديم كشف حساب، لأن المساءلة حميدة، والنقد الذاتي أكبر وسيلة للبناء عرفها الإنسان. ما دار في الاحتفال يتابعه الناس في الصحف أو من خلال أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة، فقد شكلت هذه الأجهزة حضوراً طاغياً وكبيراً في هذه المناسبة، لكن الذي أردت الإشارة إليه، هو رأي شخصي ظللت أتبناه سنين عدداً، منذ أن عملت بالصحافة على مدى ثلاثة عقود تقريباً، وهو أن شخصية السيد الصادق المهدي، شخصية متصالحة مع الذات، و متصالحة مع الآخرين، فالرجل بشر، وقد يغضب، لكنه لا يحمل حقداً على أحد، وهو من القلة التي تقبل بالآخر، إضافة إلى كونه صاحب رؤية متقدمة دائماً على الحاضر، إلى جانب روح وطنية عالية، وحكمة في التعامل مع الأزمات والمحن السياسية، تجنب البلاد الإنزلاق إلى مهاوي الخطر والانحدار إلى القاع. التحية للسيد الحبيب الإمام الصادق المهدي ولأسرته (البيولوجية) و(العقائدية السياسية) في ذكرى مولده، مع الأمنيات بعمر مديد لخدمة هذا الوطن.. و.. سنة حلوة.. يا حبيب.