أعلن السودان عن اتفاق مع دولة الجنوب لنشر قوات مشتركة على الحدود بين البلدين، وإرسال نحو «900» فني سوداني لتأمين حقول النفط في الجنوب. وأنهى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أمس زيارة إلى جوبا، استمرت عدة ساعات، عقد خلالها قمة مغلقة مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت، تركزت حول الأزمة في دولة الجنوب. وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك، أن زيارته إلى جوبا تأتي في إطار اهتمام السودان بما يدور في الدولة الجارة، وبحث ما يمكن تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار في جنوب السودان. ونفى الرئيس دعمه لأي قوى معارضة في أي بلد مجاور للسودان، وقال «لن نسمح لأي أحد في السودان أن يعمل ضد حكومة جوبا انطلاقاً من أراضينا». وأضاف البشير «لقد قبلنا بتقسيم السودان لدولتين من أجل السلام، وقناعتنا الآن هي أن العمل المسلح لا يحل قضية، ولا بد من الجلوس على طاولة الحوار والوصول إلى اتفاق»، وزاد «نحن في السودان قررنا عدم دعم أي معارضة لأي دولة مجاورة، لأن ذلك سيساهم في تضييع المصالح، وقد جربنا دعم المعارضة لكننا اكتشفنا أنها كلها جهوداً ضائعة».وأبدى رئيس الجمهورية استعداد السودان لاستقبال الفارين من القتال في دولة الجنوب، وقال «هؤلاء إخوة لنا جاءوا لبلدهم السودان، ولن يكون هناك تقييد لحركتهم داخل السودان».ومن جانبه عبر سلفاكير عن سعادته بزيارة البشير إلى جوبا واصفاً موقف الرئيس البشير بالشجاع، وأضاف «الزيارة تؤكد قوة العلاقة بين الشعبين الشقيقين، وزاد «الزيارة تؤكد استقرار الوضع في جوبا وأن ما يثأر في هذا الشأن هو محض اختلاقات من قبل من لا يريدون استقرار الجنوب». وأضاف موجهاً حديثه للبشير «شكراً لشجاعتكم وحضوركم لجوبا رغم الشائعات بعدم استقرار الوضع».وأكد سلفاكير استعداد جوبا للتفاوض مع مشار لكن «دون شروط مسبقة». وقال إنه لن يفرج عن المعتقلين الذين يطالب مشار بإطلاق سراحهم إلا وفق القانون وبعد تحديد المسؤولين عن قتل الكثير من المواطنين، وأعلن سلفا أنه «سيتخلص من كل العناصر غير المنضبطة في الحزب الحاكم الحركة الشعبية». ووصف علي كرتي وزير الخارجية زيارة الرئيس البشير إلى جوبا بأنها مثمرة و «جاءت في وقتها تماماًَ»، وقال كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له إلى البلاد، أن البشير أسدى نصحاً للأطراف بحل الخلافات عبر الحوار، وأن الحرب تقضي على «الأخضر واليابس»، وأكد كرتي أنه من مصلحة السودان أن تستقر الأوضاع بدولة الجنوب، ونفى بشدة دفع السودان لمبادرة إلى حكومة جوبا بإطلاق سراح المعتقلين الذي يطالب مشار بالإفراج عنهم، وقال إن المبادرة تقدمت بها دول إيقاد، مشيراً إلى أن السودان لم يتدخل في هذا الشأن. وأوضح وزير الخارجية أن الخلافات لا يمكن حلها بوضع الشروط، رافضاً شروط مشار بالإفراج عن المعتقلين قبل الدخول في المفاوضات. وكان وفدا حكومة الجنوب ومجموعة نائب الرئيس السابق د.رياك مشار دخلا في مفاوضات مباشرة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع المواجهات في منتصف ديسمبر الماضي، وأكد الطرفان في مؤتمر صحفي مشترك أمس جديتهما في حل الخلافات، فيما ينتظر أن يصل جوبا رئيس وفد الحكومة ولجنة الوساطة اليوم لبحث القضايا التي أثارها وفد مشار خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين وإبعاد القوات اليوغندية من أراضي دولة الجنوب.