وحالنا عكس تماماً ما كان فيه الراكع أبداً عند حضرة الملوك والسلاطين والأمراء المتنبيء.. فقد بكى الرجل بدموع هاطلة.. صباح العيد وهي في قمة تلال الحزن جالس.. عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيه تجديد.. وليس الأوان أوان أعياد واحتفالات واهازيج لم تهز فيه شعرة ولم تحرك فيه شاعراً حتى انه كتب بيتاً من البدائع والروائع.. بل إني لا أرى ما يصلح للغناء مثل نواحه أصخرة أنا مالي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الاغاريد.. يا أحبة إني اليوم اتنسم دعاش العيد.. وأرجو أن يصدق حدسي.. وإني الآن تماماً في «يوم الوقفة» وأتمنى أن يتحقق أملي.. وقفتي هي تلك البشرى والبشارة التي اطلقها السيد رئيس الجمهورية وهو ينعي لنا خمسة وعشرين سنة من التمكين والتسيس ولا أقول من الرهق والظلم والتلظي بنيران العذاب.. نعم.. نأمل أن يكون شاملاً بل «كاسحاً وماسحاً».. فقد كان ربع القرن من الزمان الذي انسلخ من أعمارنا ونحن نتقلب في كفوف الأحبة الانقاذيين كان ربع القرن ذاك قد أرانا النجوم في «عز الضهر» فقد انفرطت فوق رؤوسنا مظلة ظالمة وطالت أعناقنا «سكين» حادة الحواف مخيفة المقبض سنينة الأسنان اسمها الصالح العام.. فقد أطاحت هذه المجزرة بالذي يستحق وأتت بالذي لا يستحق.. فكان ذاك الخراب الذي أحال الخدمة المدنية ومعها الوطن إلى هياكل من بؤس وحواضن وبيئة لا تنتج إلا الافساد والفساد... اليوم يا أحبة قررت أن أستبق ذاك التغيير الذي نأمل بل الذي تشرأب إليه أعناقنا.. استبقه برسائل إلى القادمين الجدد وحتى القدامى.. نعم إن الناس يتطلعون إلى إخماد نيران الغلاء الذي انتشرت السنتها المشتعلة حتى اجتاحت العقول والبطون وحتى الحياة.. ونعم نحن ننتظر بفارغ الصبر أن يمسح التغيير ما علق بوجه الوطن المدهش البديع الجميل.. ونعم كل هذه قضايا هائلة ومتون بالغة الخطر ولكني قررت أن تكون رسائلي هذه لمن بيده الأمر ليمسح وإلى الأبد قبحاً وبشاعة ودهشة غاضبة وقرارات مضحكة بل بائسة اصدرها من وجد نفسه فجأة في مكان وزمان صنع القرار ونفذتها الدولة التي كانت في تلك الأيام لا تراجع أحداً ولا توقف فرداً.. وللأسف ما زالت تلك القرارات تخنق الوطن وتخنقنا حتى الإزهاق.. ودعونا نبدأ من فوق ورسالتي الأولى إلى فخامة الجنرال القوي بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية وله أقول: سيدي الجنرال بكري نكتب لك وانت تجلس في أعلى قمة عرفها الوطن وهي القصر الجمهوري.. نكتب لك وأنت الرجل الثاني في الدولة.. أكتب لك وظلال من السعادة وأطياف من الفرح تحوم من حولي.. فقط لأني أرى أن مجرد جلوسك في هذا المكان العالي هو مقدمة للتغيير.. لن أفصح ولكن دعنا نستلف كلمات صديقنا عبد العزيز جمال الدين الذي قال.. حتى الكلام لو جيتنا ما بنحكيه بي نفس الحروف.. كلماتنا تتفجر أمل.. وتم الباقي أنت فأنا قد قلت لن أفصح.. ولكن نقول إن الذي أفرحنا أغضب أحد شيوخنا من الحركة الاسلامية أوقل الإخوان المسلمون الذين ما زالوا يرددون كما «الريكوردرات» إنهم انما يحكمون بشرع الله.. سعادة الجنرال.. كل هذا لا يهم.. وليس هو الموضوع الذي هو في احشاء رسالتنا إليك.. الأمر سيدي يتعلق بشيء خرج من ردهات هذا القصر الجمهوري وهو قرار «البكور» وبكرة نتحدث عنه بالتفصيل.. لك الود