الجمعة الماضية.. ذهبت بل ذهبت أصابعي إلى «الراديو» راديو إذاعة أمدرمان متثاقلة وهي ترتدي أبشع ثياب اليأس والاحباط فقد كنت وحتى ذاك الوقت «قنعان باطن وظاهر» من سماع أنباء مفرحة.. أو حتى لحظات مبهجة والأفق أمام الوطن معتم ومسدود.. وكل بوارق الأمل مستشهدة تحت ضربات الواقع البائس.. والأسئلة بل السؤال يدوي في أذني كما المطارق.. متين تضحك سما الخرطوم متين تصحى.. والإجابة كانت طلاسماً أشد هولاً من طلاسم أبو ماضي.. والوطن تنتاشه الحراب والرماح.. وأمام شعبه تنسد الطرقات وتنبهم الدروب.. المهم في الحادية عشر قبيل الظهر.. كنت على موعد اخترته اختياراً وعمدت إليه عمداً لأستمع إلى مؤتمر إذاعي فقط لأن ضيف الحلقة كان هو رئيس المجلس الوطني السوداني أو «برلمان» السودان أو يجب أن يكون وقناعتي التي لا يخلخلها شك ويقيني الذي لا يزعزعه ظن إن البرلمان في ذاك العهد لم يكن برلماناً ولم يكن لساناً ينطق نيابة عن الشعب ناهيك عن الوطن.. فقد كان برلماناً للأحبة في المؤتمر الوطني أو ناطقاً رسمياً باسم الانقاذ.. حتى صار انقاذياً أكثر من الانقاذ نفسها.. كل ذلك ليس لكراهية متأصلة ولا هو بهتان عظيم كما لم يكن إفكاً ورمياً له بالباطل.. فقد تابعنا في حزن وأسى بل في عجب وغضب مسيرته الطويلة وهو يتحدث باسمنا رغم أنه لا يشاركنا وجعنا ورهقنا وعذابنا وأوجاعنا.. إنه البرلمان الذي دوت بل أدمى كفوف اعضائه التصفيق قبل أعوام خلت وهم يجيزون ميزانية هبطت أعبائها كالصخور على صدور المواطنين.. هو نفس البرلمان الذي ترك كل الأمور والمشاكل «المتلتة» التي تواجه الشعب سياسة وتعليماً واقتصاداً وصحة.. ليغلق الأبواب ويسد المنافذ أمام «شيرين عبد الوهاب» وكأنها عدو على أسوار الوطن وكأنها الطاعون.. المهم قلنا نتفاءل خيراً بالقادم الجديد.. على رأس البرلمان وهو الدكتور القانوني الفاتح عز الدين.. وفي الخاطر أو في بطن وأحشاء الأماني وطي الآمال والأحلام أن يكون خيراً من الذي سبقه.. وأن يكون البرلمان في عهده برلماناً تنهض حوائط وجدر شاهقة بينه وبين برلمان العهد الذي مضى.. والمهم ايضاً إني أرهفت السمع للبرنامج منذ انطلاقته في الحادية عشر قبل ظهر الجمعة مردداً في رجاء اللهم اسمعنا خيراً.. وهطل وابل الحديث.. واينعت كل صفقات الأشجار.. وأزهرت الزنابق على هامات الأزاهير.. وطففت أردد في فرح مع الهادي آدم.. غداً تأتلق الجنة أزهاراً وظلاً وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. ليس إلا احبتي وقبل الابحار في ذاك النهر البديع.. وقبل أن ينزلق زورقنا متهادياً على سطح أمواج حديث الدكتور الفاتح عز الدين.. دعوني أن أحني هامتي عرفاناً وإجلالاً وامتناناً للمذيع اللامع المثقف المهموم بوطنه وشعبه الأستاذ الزبير عثمان.. فقد أضاء الرجل بل تجول بمصابيح شديدة البهاء باهرة الضياء في عقل الدكتور رئيس المجلس الوطني.. أسئلة كما الرصاص واجابات «زي السكر».. كان المذيع باسلاً وشجاعاً وهو يتحدث عن المسكوت عنه.. يتقافز في رجالة متجاوزاً كل الخطوط خضراء أو صفراء أو حتى حمراء.. كان الرجل يتحدث نيابة عنا نحن الحرافيش بالذي نقوله في «ونساتنا» عن «لمة» الأفراح والأتراح.. يقول ما نقول عبر الأثير وفي كل الفضاء لتسمعه الدنيا كلها.. أعاد الرجل «الزبير» ثقتنا في مقدمي البرامج وهم يستضيفون الوزراء والمسؤولين بل جعلنا نحس في زهو إن لنا من المذيعين من هم أخطر من «لاري كنج» وأشد جرأة حتى من «الأبراشي» له التحية وبكرة نلتقي.ش الجمعة الماضية.. ذهبت بل ذهبت أصابعي إلى «الراديو» راديو إذاعة أمدرمان متثاقلة وهي ترتدي أبشع ثياب اليأس والاحباط فقد كنت وحتى ذاك الوقت «قنعان باطن وظاهر» من سماع أنباء مفرحة.. أو حتى لحظات مبهجة والأفق أمام الوطن معتم ومسدود.. وكل بوارق الأمل مستشهدة تحت ضربات الواقع البائس.. والأسئلة بل السؤال يدوي في أذني كما المطارق.. متين تضحك سما الخرطوم متين تصحى.. والإجابة كانت طلاسماً أشد هولاً من طلاسم أبو ماضي.. والوطن تنتاشه الحراب والرماح.. وأمام شعبه تنسد الطرقات وتنبهم الدروب.. المهم في الحادية عشر قبيل الظهر.. كنت على موعد اخترته اختياراً وعمدت إليه عمداً لأستمع إلى مؤتمر إذاعي فقط لأن ضيف الحلقة كان هو رئيس المجلس الوطني السوداني أو «برلمان» السودان أو يجب أن يكون وقناعتي التي لا يخلخلها شك ويقيني الذي لا يزعزعه ظن إن البرلمان في ذاك العهد لم يكن برلماناً ولم يكن لساناً ينطق نيابة عن الشعب ناهيك عن الوطن.. فقد كان برلماناً للأحبة في المؤتمر الوطني أو ناطقاً رسمياً باسم الانقاذ.. حتى صار انقاذياً أكثر من الانقاذ نفسها.. كل ذلك ليس لكراهية متأصلة ولا هو بهتان عظيم كما لم يكن إفكاً ورمياً له بالباطل.. فقد تابعنا في حزن وأسى بل في عجب وغضب مسيرته الطويلة وهو يتحدث باسمنا رغم أنه لا يشاركنا وجعنا ورهقنا وعذابنا وأوجاعنا.. إنه البرلمان الذي دوت بل أدمى كفوف اعضائه التصفيق قبل أعوام خلت وهم يجيزون ميزانية هبطت أعبائها كالصخور على صدور المواطنين.. هو نفس البرلمان الذي ترك كل الأمور والمشاكل «المتلتة» التي تواجه الشعب سياسة وتعليماً واقتصاداً وصحة.. ليغلق الأبواب ويسد المنافذ أمام «شيرين عبد الوهاب» وكأنها عدو على أسوار الوطن وكأنها الطاعون.. المهم قلنا نتفاءل خيراً بالقادم الجديد.. على رأس البرلمان وهو الدكتور القانوني الفاتح عز الدين.. وفي الخاطر أو في بطن وأحشاء الأماني وطي الآمال والأحلام أن يكون خيراً من الذي سبقه.. وأن يكون البرلمان في عهده برلماناً تنهض حوائط وجدر شاهقة بينه وبين برلمان العهد الذي مضى.. والمهم ايضاً إني أرهفت السمع للبرنامج منذ انطلاقته في الحادية عشر قبل ظهر الجمعة مردداً في رجاء اللهم اسمعنا خيراً.. وهطل وابل الحديث.. واينعت كل صفقات الأشجار.. وأزهرت الزنابق على هامات الأزاهير.. وطففت أردد في فرح مع الهادي آدم.. غداً تأتلق الجنة أزهاراً وظلاً وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. ليس إلا احبتي وقبل الابحار في ذاك النهر البديع.. وقبل أن ينزلق زورقنا متهادياً على سطح أمواج حديث الدكتور الفاتح عز الدين.. دعوني أن أحني هامتي عرفاناً وإجلالاً وامتناناً للمذيع اللامع المثقف المهموم بوطنه وشعبه الأستاذ الزبير عثمان.. فقد أضاء الرجل بل تجول بمصابيح شديدة البهاء باهرة الضياء في عقل الدكتور رئيس المجلس الوطني.. أسئلة كما الرصاص واجابات «زي السكر».. كان المذيع باسلاً وشجاعاً وهو يتحدث عن المسكوت عنه.. يتقافز في رجالة متجاوزاً كل الخطوط خضراء أو صفراء أو حتى حمراء.. كان الرجل يتحدث نيابة عنا نحن الحرافيش بالذي نقوله في «ونساتنا» عن «لمة» الأفراح والأتراح.. يقول ما نقول عبر الأثير وفي كل الفضاء لتسمعه الدنيا كلها.. أعاد الرجل «الزبير» ثقتنا في مقدمي البرامج وهم يستضيفون الوزراء والمسؤولين بل جعلنا نحس في زهو إن لنا من المذيعين من هم أخطر من «لاري كنج» وأشد جرأة حتى من «الأبراشي» له التحية وبكرة نلتقي.