كنا بالأمس على مقاعد المؤتمر الاذاعي البهيج والأستاذ المبدع الزبير يمطر الدكتور الفاتح عز الدين بنيران كثيفة من الأسئلة التي كانت وما زالت وستظل تمور وتفور في صدورنا المحتشدة يأساً وحزناً على وطن ظل ربع قرن من الزمان في قبضة الإخوان.. وبالأمس أدميت كفي بالتصفيق للمذيع الاستاذ الزبير.. واليوم يا أحبة دعوني أصحبكم في سياحة أو رحلة ممتعة على قارب أو مركب يمسك بدفتها الدكتور الفاتح عز الدين رئيس المجلس الوطني.. وقبل كل حساب دعوني اعترف في «رجالة» إنه صعب عليّ جداً بل دعوني أقول إنني أجد عنتاً ومشقة في الإشادة بأي قيادي في الانقاذ وأعلموا إن أي من هؤلاء الإخوة الانقاذيين اذا تلقى اشادة مني اعلموا أنه قد أتى بما لم تأتيه من إخوته الأوائل.. وكذا كان الدكتور الفاتح عز الدين في ذاك المؤتمر الاذاعي المهيب.. وحتى لا تظنوا بي الظنون وحتى لا يدخلكم الشك في إني قد «بعت» مواقفي ورهنت قلمي.. ودلقت مدادي دعوني اقول.. ألم نكن نحن الذين نعارض الانقاذ منذ فجر اعصارها وحتى زمان الناس هذا.. ألم نكن نعلن علناً وجهراً إن مهمتنا هي تفكيك دولة الحزب الواحد.. ألم نشكو للزمان والناس وقبل كل هؤلاء الله مالك الملك ذاك الظلم الفادح الذي تمارسه الدولة على الناس.. «طيب» تعالوا لمطالعة الحديث الذي خرج مدوياً ومجلجلاً ومزلزلاً من صدر الدكتور الفاتح عز الدين.. وهو يعلن أن برلماناً آخر ينهض بديلاً لبرلمان سابق لم نحصد منه غير التصفيق ودوي «نعم» الأغلبية الكاسحة أمام «لا» التي ترملت وتيتمت في ذاك العهد العجيب.. لن نضيف إلا اذا دعتنا الضرورة للاسهاب والتوضيح لكلمات الدكتور رئيس البرلمان في تلك الجمعة العظيمة.. قال الرجل إن التغيير الذي سوف تشهده بلادنا أملته ظروف ضاغطة وتفسيرنا لتلك الظروف الضاغطة.. هي أن الحكومة الآن «مزرورة زرة الكلب في الطاحونة.. وإن الانقاذ الآن تعيش أسوأ أيامها وان المشاكل تحاصر المواطنين وقبلهم الحكومة احاطة السوار بالمعصم وإن الأزمة الاقتصادية في عنفها وعنفوانها.. وإن التشققات قد احدثت شروخاً هائلة في جسد المؤتمر الوطني.. وإن مساحة المناورة قد تقلصت حتى صار أقل مساحة من خط ستة.. هذا الذي ننطق به ما أسفر صبح وما أليل ليل.. وكذا قال الدكتور الفاتح رئيس المجلس الوطني.. وقال الدكتور الفاتح أيضاً.. إن هيئة المظالم ضعيفة الأداء وهي لا تقوم بغير ايضاح الحق وينتهي دورها عند ذلك ولا تتابع ذاك الحق لانتزاعه لكل مظلوم.. وأن لمعاشيي البنوك قضية فصلت فيها المحكمة الدستورية نفسها وما زال هؤلاء المعاشيين تحت ظلال ظلم الدولة...» نعم هذه كلمات الدكتور الفاتح تحديداً وكنا كلنا في المعارضة أو الحياد أو حتى الموالي للانقاذ قد اهدرنا وانفقنا مداداً لو جرى في مجرى لصار نهراً.. كتبنا وقتها مخاطبين السيد صابر محافظ بنك السودان الأسبق عن تعنته ورفضه تنفيذ حتى حكم المحكمة الدستورية منذ ذاك الزمان وحتى الآن.. وأذكر جيداً أن محافظ بنك السودان الأسبق وعندما خاطب مهرجان وداعه لبنك السودان قائلاً اطلب العفو من الجميع أو كل من شعر بأنه قد تعرض لظلم.. أذكر جيداً اني قد خاطبته عبر هذه المساحة قائلاً «لو عفا كل الأحياء منك لله والرسول كيف يكون حالك من أولئك الذين ماتوا كمداً وحسرة وصدورهم تشتعل بنيران الظلم الحارق..» ألا يتطابق حديثنا مع حديث الدكتور الفاتح تطابق المثلثات بضلعين وزاوية؟؟ بكرة نتلاقى