لاأنكر أني كنت ضمن الذين استنكرو واستهجنوا بل وانتقدوا بقوة خطاب السيد الرئيس وذلك لما خالف من التوقعات اضافة الى استخدامه للغة خطابية غيرمعروف بها تفوق فهم المواطن البسيط والعادي ثم عدم تطرق الخطاب بوضوح لما كان يتوقعه الناس بمختلف مشاربهم بالاضافة الى ذلك المشهد العام للحضور من قيادات العمل السياسي الذين بدت عليهم الدهشة وبعض الرتابة ... ولكن..عندما اعدت قراءت ذلك الخطاب.. ونظرت للمشهد ببعد بؤري ثالث مخالف للبعدين الذين نظرمن خلالهما غالبية المراقيبن والمهتمين وهوات المعارضه المفتوحه..الخ حقيقة شعرت بالرهبة والخوف وتكونت عندي رؤية مختلفة وكثير من الاستفهامات وادركت ان الوضع جد خطير حيث انه ان لم نتريث وندع النظر للامور بسطحية وعفوية سننهار واننا ان لم نتداعي بل ونسمو في هذا الظرف فعلا سنؤكل من احشائنا هذه المرة كما اكلنا بالامس القريب من اطرافنا ... هذا البلد سادتي يمر حقا بمنعطف يفوق تعقيده تعقيد خطاب الرئيس نفسه فالتجمع الدولي الذي هو مجبر اليوم بالاعتراف بشرعية هذه الحكومة يسعى بجهد منقطع النظيرلاحباطها وتحت عناوين مختلفة والتي اخرها ضرورة (الاصلاح الوطني) واحباط الحكومة ليس هو المشكل بل الطامة في ماهية البديل فانا علي ثقة تامه بااننا ان لم نحكم حسنا الوطني وبدرجة الامتياز سنكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ان حدث تحول غير ديمقراطي بهذا البلد فقد كان بالامس القريب ذلك التجمع الصهيوني احد الازرع المهمة خلف فصل الجنوب ليستطيع من ورائها ان يعيد تقسيم السودان الى عدة دويلات ولكن الجنوب التهى في نفسه فعول علي المعارضه والتجمع الوطني فخاب المسعي حيث انها في نظره ضعيفة فظهرة بجلاء في دعم الحركات المسلحة وراهن عليها واعاد التلويح بضرورة الاصلاح الوطني ليحشر انف هؤلاء في الحكم فيتحقق مايرنون اليه.. فاصبح الوطني في موقف لايحسد عليه فوجد امامه عدة خيارات احلاها مر وهي اما ان يحل الحكومة ويقبل بالمعارضه شريك له في الحكم او ان يقبل بالحركات المسلحة اوبتكوين حكومة(تكنوقراط)..الخ ولكن لكي تتضح المعادلة الصحيحة لابد له اولامن(الاجابة علي الاسئلة الصعبة) في خطابه القادم *هل سيقبل الرئيس بحل الحكومة وتكوين حكومة انتقالية يترأسها ليكون رئيسا قوميا ويتناصف الحكم مع كل القوى الوطنيه الاخري بعيدا عن الحركات المسلحة وبذلك يخرج بذكاء من مطرقة وسندان التجمع الدولي؟؟ *هل بدوره سيقبل الوطني الخروج عن الحكم بعد ان يقدم كشف حساب ساخن للدولة ويرجع ضمن الاحزاب الاخرى ليستعد لانتخابات جديدة ؟؟ اما سؤالنا الثالث سنرجأه الى مابعد الخطاب الثاني للسيد رئيس الجمهورية وبعد ان نتحقق عما سينطوي عليه ذلك الخطاب الذي اضحى الان هو المرتقب الحقيقي..فدعونا الان ننتظرلنرى ماذا يوجد خلف تلك (الاكمة البيضاء).