التغيرات الملحة على الأرض مع تفاقم إشكالية توفير الغذاء، إلى جانب ظهور الزراعة كمحور اقتصادي ليس فقط على مستوى الوطن العربي في بعده الإقليمي، بل على المستوى العالمي خاصة وأن السودان أصبح أحد أبرز الخيارات المتاحة ليقود مبادرة الأمن الغذائي، ومع ظهور واقع جديد في الجغرافيا السياسية والتغير المناخي وقيام سد مروي وتعلية خزان الروصيرص وغيرها، قطعاً سيكون هنالك واقع جديد يؤثر على الزراعة خاصة الآفات والمبيدات وغيره، فكان لابد من القاء مزيد من الضوء على قيام المؤتمر الثالث لإدارة الآفات بالسودان، لذا جلست آخر لحظة إلى بروفيسور جمال البدري مدير مركز وقاية النباتات بهيئة البحوث الزراعية، ومقرر اللجنة العليا لمؤتمر إدارة الآفات الثالث بالسودان.. فإلى إفاداته: * بروفيسور جمال عبد الله البدري ما هي الأسباب التي أدت إلى قيام المؤتمر الثالث لإدارة الآفات - المؤتمر العالمي للآفات يتم بشاركة من داخل وخارج السودان وحتى الآن توفرت (200) ورقة بحثية وملخص علمي على جميع الآفات الزراعية، البيطرية والحشرات وغيرها، هنالك ملخصات تعني بالمبيدات ومستخلصات المبيدات وتقانات الاستخدام والتقانات البيولوجية في المخازن وغيرها، الهدف من قيام المؤتمر أن قيام المؤتمر الأول للآفات كان في العام 1978م بقاعة الصداقة، حيث أقامته هيئة البحوث الزراعية- الإدارة العامة لوقاية النباتات وجامعة الخرطوم. المؤتمر الثاني كان في جامعة الجزيرة لإدارة الآفات عام 2004م، وبعد عشر سنوات كان قيام المؤتمر الثالث في الأول من فبراير، خلال العشر سنوات الأخيرة تغيرت التركيبة الوقائية للحشرات والآفات لعدة أسباب، منها التغيرات المناخية والتي يعتبر قيام سد مروي وتعلية خزات الروصيرص أحد أسبابها مما خلق مناخاً جديداً أدى إلى وجود نمط جديد من الآفات «الدودة الأفريقية»، وبالتالي أدى إلى فقدان أو الإتيان بآفات «حشائشية، حشرية» مرضية. tuta absoluta وهي نوع من أنواع الحشرات التي ظهرت وأدت إلى تدهور الخضر في السودان. عموماً في الآونة الأخيرة أصبح المزارع يرش عبر مشرف لأنه لم يعطِ الآفة الحقيقية بسبب عدم التعرف عليها، وهنالك عمل بحثي يقوده خبراء وباحثون بمحطة أبحاث شمبات، وهنالك تقانات كيميائية وبيلوجية أجيزت في الاجتماع الأخير من لجنة الآفات القومية في ديسمبر المنصرم، حوالي 35 - 40 تقانات في مجالات مكافحة الآفات عموماً. السبب الثاني انفصال الجنوب: أصبح هنالك حوالي (2) ألف كيلو متر حدود متاخمة للجنوب أدت بدورها إلى وجود آفات جديدة، إذ أن الجنوب متاخم لدول أخرى هي أفريقيا الوسطى- كينيا - الكنغو ويوغندا، لذلك لابد من الحيطة والحذر ولابد من عمل محاجر زراعية في نقاط مختلفة للخط الطولي، وذلك للآفات الصغيرة الدخيلة على السودان في محال عدم إقامة محجر زراعي، فلابد من وجود أكثر من عشر نقاط تكون في الحدود بين الشمال والجنوب. المحور الثاني: قانون 2005م مشروع الجزيرة أدى إلى هرج ومرج وفوضى، فتجد داخل «الحواشة» والنمرة أكثر من محصول وهذا بدوره يعوق الرش لآفات القطن.. ثانياً تفاقم مشكلة الآفات مثال الدودة الأفريقية، فالمزارع أصبح يزرع أكثر من محصول والدورة الزراعية منتظمة والمزارع يزرع في أي زمان ومكان. لا توجد إدارة مؤسسية لتصريف أمور الري وأصبح المزارع سيد نفسه، لذا لابد من مرجعية له. ثالثاً.. دخول بعض الشراكات الزراعية بصورة عامة أدى إلى عدم الالتزام بالنظم السارية في البلاد مما يمكن من دخول مبيدات غير مسجلة بالسودان. أحد الأهداف خلال عشر سنوات هنالك بحوث من الجامعات والبحوث الزراعية والجهات البحثية لم ترَ النور. * لماذا؟ - نسبة لأسباب مالية وغيرها، لذا نجد المؤتمر الأول 1978م والثاني 2004م، فكان لابد من مؤتمرات متقاربة ترى النور والتفاعل مع هذه الأبحاث مع الإخوة العرب والأجانب والجهات ذات الصلة والتفاعل معهم من خلال الواقع، أما بالنسبة للمؤتمر الزراعي الثالث فهنالك عشر لجان تعمل بخطى حثيثة لإنجاحه. * المركز العالمي للبحوث الفيسيلوجية، مبادرة الأمن الغذائي.. ما هي أبرز ملامح النجاح؟ - السودان مؤهل ليكون سلة غذاء العالم لتوفير كثير من الأشياء الأرض المسطحة ووجود المياه الجوفية والنهرية، لذا نجده مؤهلاً ليقود الزراعة، فالمتابعة للمبيدات والأسمدة مهمة جداً وبها تكون قد توفرت كل أسباب النجاح. * ما هي المشاكل؟ - لا أرى هنالك أي إشكالية إذا عولجت مشاكل الاستثمار، بتسجيل الأراضي الزراعية، فإحدى مشاكل الاستثمار الحيازات، فلابد للدولة من قانون لحلها وتوفير الضمانات للمستثمرين. * الآن هنالك حديث عن القطن المحور وراثياً وتخوف ما رأيك؟ - دخول القطن المحور وراثياً على المدى البعيد يقلل من وجود الآفات وبالأخص «الدودة الأفريقية». وفي الهند كان هنالك مؤتمر عالمي بمشاركة علماء من البرازيل، الصين، أمريكا، الهند، باكستان، وهذه أكبر الدول المنتجة للقطن المحور وراثياً واعتقد أن زراعة القطن تمر بمراحل وهنالك لجنة مركزية معنية بهذا الأمر، وفي رأيي الشخصي القطن المحور أثبت نجاحاً كبيراً، فنجد إنتاجية الفدان تتراوح ما بين 10 - 18 قنطاراً ولا توجد به إشكالية، ويعتبر مصدراً آمناً ولا تخوف من المحاصيل المحورة وراثياً.