ولد ضيف واحتنا الدكتور فيصل أحمد سعد بمدينة كوستي في يناير 9591، ومنها انتقل واسرته الى مدينة ام روابة حيث درس بها الابتدائية حتى السنة الرابعة، ومنها انتقل الى الابيض حيث اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حصل على دبلوم التربية ثم التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح. تخرج فيه عام 6891 تخصص تمثيل واخراج. حصل على الماجستير في اللغة العربية في معهد الخرطوم الدولي لمعهد اللغة العربية والدكتوراة من جامعة السودان. بدأ حياته العملية معلماً بالمرحلة المتوسطة، والآن هو عضو في هيئة التدريس بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان. واصل العمل المسرحي مع رفاقه في فرقة الاصدقاء المسرحية. ٭ ما هي المعايير التي يجب توافرها لتكون نجماً ناجحاً؟ - اي فنان لابد ان تتوافر فيه معايير محددة وواضحة، اولاً يجب ان يكون موهوباً ومثقفاً، وان تتم عملية اختياره للأعمال التي يقدمها للجمهور بعناية شديدة حتى ترسخ في أذهان الناس. ولابد له من الاستمرارية والديمومة، فالغياب مهما كانت اسبابه عن الساحة الفنية يأخذ من الفنان. ويجب أن ينال الفنان القبول من الناس «القبول من رب العالمين»، تلك المعايير مجتمعة إن توافرت يمكن ان تصنع النجم بالتالي صناعة النجم لا تتم من فراغ. ٭ هل لنا ان نقف عند مراحل صناعة شخصيات اخرى بعيدة عن شخصية الممثل الحقيقية؟ - اصل الفن التمثيلي ان يكون لديك القدرة ان تؤدي أدواراً شخصيات مختلفة عن شخصيتك الحقيقية. وذلك يتم عبر دراسات محددة للشخصية التي يريد ان يتقمصها الممثل. والخروج من الشخصية يتم بانتهاء العمل الدرامي. والممثل الذي تظهر على ملامحه اي شخصية قام بتجسيدها باعتبارها جزءاً من شخصيته هذا مؤشر للفشل. فجوهر الدراما عندما تصنع شخصيات اخرى بعيدة عن شخصيتك الحقيقية فالممثل هو شخص عادي له شخصيته الحقيقية التي يعرفها المجتمع ويتعايش معها. ٭ التقاليد السودانية تجعل اولياء الأمور يفضلون لأبنائهم تخصصات معينة من العلوم.. مدى تأثير ذلك على حركة تعاقب الأجيال في المسرح؟ - هذا الفهم كان سائداً في السودان منذ القدم ولا زال، فالأسر تهتم دائماً بالدراسات ذات العائد المادي السريع وبالتالي اهمال الدراسات المجتمعية الاخرى. فكثير من العلوم الحياتية لم تجد حظها من الاهتمام. ولكن وبحمد الله هذا الفهم اصبح يتلاشى، واتجه كثير من ابناء الأسر لعلوم كانت مهمشة. والآن لدينا عدد من الطلاب في الكلية يدرسون ضروب مختلفة من علوم الفن من دراما وموسيقى ومسرح وفنون وغيرها. ٭ هل توجد استراتيجية للدراما في منظومة التخطيط الثقافي؟ - الدراما لها دور مهم في الحياة ويتوجب على من يضعون الخطط الاستراتيجية ان يستصحبوا الدراما وكيفية توفير المعينات لها، فإن لم يتم ذلك فسيبقى هنالك خلل كبير في التخطيط الثقافي. ٭ برغم وجود التكنولوجيا والزخم الاعلامي من فضائيات وانترنت الا ان المنتج المسرحي السوداني قليل وغالباً ما يعتمد على التاريخ؟ - المسرح السوداني في نشأته الاولى قدم دراما تاريخية وهي ذات اهمية كبيرة، ولكنه لم يتوقف على ذلك فقط، فقد قدم مسرحيات اجتماعية، وناقش قضايا ذات اتجاهات عديدة، ولكن المنتج قليل، لا نريد ان نعلق ذلك على قلة الامكانيات المادية، فالكوادر موجودة، والنصوص الجيدة متوفرة، ولكنها تحتاج الى قليل من الاهتمام والرعاية. ٭ الانتاج الدرامي يحتاج لرؤوس أموال ضخمة وهذا قد لا توفره الدولة، هل قدم المسرحي السوداني ما يقنع رأس المال الخاص بالاستثمار في العمل الدرامي؟ - رأس المال لا يقتنع الا برأس المال، والذين يملكون المال يتجنبون المخاطر في العادة، ويبحثون عن المكاسب الكبيرة والسريعة. فرأس المال نظرته ضيقة برغم من الأرباح الطائلة التي تدرها الأعمال الدرامية، بل إنها في دول مثل مصر اصبحت من ضمن الموارد. ٭ اصبح المجتمع متأثراً بما تجلبه الفضائيات للمشاهد من ثقافات مختلفة- ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه المسرحي السوداني في التصدي لطمس ثقافة الشعب من خلافات الثقافات الداخلية؟ - المشهد السوداني يشهد غزوات ثقافية كبيرة بفضل الوافد من الفضائيات والنوافذ الاعلامية الكثيرة وهو ليس وافد درامي فقط بل كل أشكال الثقافة من أغاني وغيرها. فالاطفال اليوم نجدهم يرددون مع القنوات أغنيات بعيدة كل البعد عن ثقافتنا فالسؤال لماذا وجدت منافذ تلك البرامج؟ وللاجابة على ذلك أقول إنها وجدت مكاناً فارغاً. فنجد الاسرة السودانية متحلقة حول الشاشة يشاهدون ملكة جانسي، ويتأثرون بها ويشاركونها لحظات الفرح والحزن. بل انهم بكوا لبكائها فمن هي جانسي؟ وبالتأكيد هي مهيرة الهنود وضاعت مهيرة السودان. والاطفال نجدهم يرددون «ماما جابت بيبي» فهذا الغزو يطمس الهوية السودانية فالشعوب لا تتفاعل الا مع ما يعكس بيئتها وثقافتها. نحن لسنا ضد ما يأتينا من الخارج ولكن علينا ان نأخذ منه بقدر الا يؤثر على ثقافتنا الراسخة ويطمس هويتنا. فقد تغيرت طريقة حياتنا وملبسنا وهذا واقع يجب ان نعمل على تغييره فوراً والآن وليس غداً. ٭ ماذا عن مجلس المهن الموسيقية؟ - الحمد لله انه اصبح واقعاً ملموساً ان تنتظم الموسيقى السودانية تحت مجلس موحد، وهذا يعكس اهتمام الدولة وبالتالي اصبحت هنالك ضوابط وشروط للالتحاق بالمهن الموسيقية، كما ان المجلس اصبح يقوم بتفعيل التدريب والتأهيل للمهنة وبالتالي تجويد العمل. فوجود المجلس وضع السودان في مصاف الدول التي تحترم هذه المهنة وتنظمها. ٭ حدثنا عن دور النقاد في تجويد الأعمال المسرحية؟ - الحركة الدرامية لابد من ان تصحبها وجود حركة موازية متمثلة في النقد وهو مهم جداً في عملية التحليل والدراسة والبحث والتمحيص، ولابد ان يكون نقداً علمياً بناءاً مركزاً وليس نقداً انطباعياً يقوم على الأهواء الخاصة والشاهد الان ان حركة النقد تسير ببطء ولا تجاري حركة المنتج الدرامي لذلك نحث النقاد ان ينتبهوا لهذا الامر وان يكونوا في تزامن مع حركة المنتوج الدرامي. ٭ ما هي التحديات التي تقابل الفنان؟ - مهنة الفن في السودان تواجهها تحديات كبيرة منها العيش الكريم والاستمرارية ومتطلبات توفير الحياة الكريمة، فان لم تكن الحياة الاقتصادية والسياسية مستقرة فالفنان يصبح في مهب الريح. فمعوقات كالضرائب الباهظة وكذلك قلة دور العرض ونظرة الأسر لاحتراف الفن لا نريد ان نقول إن هذه التحديات ظلت كما هي في الازمنة الفائتة ولكنها موجودة ومؤثرة جداً ومقلقة. ٭ حدثنا عن بعض الشخصيات والبرامج التي قدمتها للمسرح والتلفزيون والاذاعة؟ - قدمت شخصية كبسور ضمن سلسلة متاعب بالتلفزيون القومي وهي شخصية معروفة بمشاكساتها ومعرفتها بالقانون وقد وجدت كثيراً من القبول وان شاء ا لله نقدم منها مزيداً من الحلقات. قدمت شخصية أبو مروة مع ناس ساهرون، وهو شخص يوفر الثقافة القانونية للناس وتجده دائماً واقفاً مع الناس والمروة من الصفات النبيلة التي يختص بها اهلنا في السودان. كذلك قدمت شخصية عم فضل في مسرحية «النظام يريد» وشاركت في برنامج استديو النجوم ضمن لجنة التحكيم تخصص اصوات بتلفزيون السودان. استمر البرناج دورة واحدة ولكنه توقف لاسباب لا نعلمها، كما قدمت برامج تلفزيونية كثيرة منها برنامج من الخرطوم سلام وبرامج للاذاعة منها برنامج مستمر حتى الآن باسم «الكلفة مرفوعة» في اذاعة السلام يبث كل مساء احد من العاشرة والنصف الى الثانية عشر منتصف الليل ويعتمد على التفاعل مع الجمهور عبر الهاتف وفيه نرفع الكلفة. ٭ لديك مساحة ان تبعث رسائل ماذا انت قائل ولمن؟ - رسالتي للذين يضعون الخطط الاستراتيجية للثقافة، البلد تحتاج لمزيد من التخطيط العلمي المدروس وان توضع الدراما مع الاولويات. رسالتي للاخوة الزملاء في المجال المسرحي ان يصبحوا على قلب رجل واحد. وفي الختام الشكر لمجلة المصارف التي فتحت لنا حساباً في صفحاتها وهو حساب جاري نسحب منه وقت ما نريد وعنده فوائد. ٭ نقلاً عن مجلة المصارف