قال لي بعض قراء هذه الزاوية إن توجيهي رسالة لرئيس الجمهورية لإصدار قرار بتوحيد الزي بالجامعات لم يكن موفقاً، لأن مشغوليات رئيس الجمهورية أكبر من ذلك، وإنني يجب أن أوجهه لوزير التعليم العالي أو حتى لمديري الجامعات.. قلت لمن اختلفوا معي إن رئيس الجمهورية هو المسؤول الأول عن هذا القرار، وهو الذي ينزله لبقية الرعية من وزراء ومديري جامعات.. وقلت لهم إنني عنيت ما قلته، لأن بعض مديري الجامعات قد فشلوا في فرض زي موحد على الطلاب، وإن بعضهم قد قام بمظاهرات وأحرق الزي الموحد وحاصر مكتب المدير، لذا يجب أن يأتي القرار من السلطة العليا في البلاد، حتى يكون ملزماً وغير قابل للنقاش.. فمن يقفون ضد هذا الزي هم من أصحاب النفوس المريضة والمصالح الشخصية.. والسؤال المطروح لماذا يرفض بعض الطلاب الزي الموحد رغم أنه يريحه من الصرف البذخي على الزي، كما يريحه من عناء الاختيار اليومي؟.. كما أن الزي الموحد ليس عيباً وأن هناك جامعات فرضت زيها وقبل به الطلاب وأصبح ميزة لهم، واذا أخذنا في الاعتبار أن الزي الموحد يضبط الطلاب ويميزهم ويحميهم من آفات هذا الزمان، ويحصنهم من المشاكل التي تحدث لهم بين الحين والآخر، ويقلل من رياح الخصومات التي تقوم بينهم وبين سائقي المركبات العامة الذين يتشاجرون معهم بسبب إثبات هوياتهم الجامعية حتى يأخذوا منهم نصف القيمة، أو حتى أن يعرفوا فلا يؤذوا.. لكل ما سبق سادتي دعوت رئيس الجمهورية لاستصدار قرار كان قد نبه له في السابق.. لأن هذا القرار فيه مصلحة للجميع، وبه مكاسب لهم ويقلل من تكاليف الحياة الباهظة وضغطها.. ومعروف أن تكلفة التعليم العالي في ازدياد مستمر، ولابد من قرارات تُوقف زحفها.. بل إن مثل هذا القرار الذي صعب على مديري الجامعات فرضه، يضبط فئة أصبحت تسيء بما ترتديه لهذه الطبقة التي ننتظر أن تقود هذه البلاد، كما أنه يمكن أن يحسن من نتيجة الطلاب المخجلة، والتي أصبحت ظاهرة مخيفة قد تكون بسبب انشغال الطلاب بمظهرهم أكثر من التحصيل الأكاديمي. وها نحن نقولها مرة أخرى.. تدخل سيدي الرئيس واعلن توحيد الزي الجامعي ولا تتردد.. فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.