لو كانت لي أمنية ريانة واحدة.. في هذه الدنيا.. هي أن يتنكر أي مسؤول من احبابنا في «الانقاذ» من الذين لم يتركوا بوصة واحدة في الفضاء إلا وزحموها بدوي الهتاف «هي لله.. هي لله».. و«ما لدنيا قد عملنا» أقول أن يتنكر هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم «كبراً» وزهداً أنهم من «البدريين» يتنكر ويستغل المواصلات التي نصطلي بنيرانها نحن «الحرافيش» ليسمعوا عجباً.. وحتى ذلك الحين «حين التنكر» وعملاً لله ورسوله لا أريد منهم جزاء ولا شكوراً.. سأتطوع لأنقل لهم صورة قلمية صادقة استوحي فيها فقط رقابة ضميري والخالق.. والصورة هي.. منذ انطلاق «الحافلة» من الموقف وحتى آخر محطة وصول كانت في «الاستاد» أو «شروني» لا يسكت أحد من الركاب والكل يتحدث بصوت عال بلا ادنى خوف ولا «تلفت» عن مجموعة من «حرامية» متهمين وعبر الصحف.. ومن تقارير المراجع العام «بلهف» ملايين بل مليارات الجنيهات.. من خزينة الدولة والتي هي أموال الشعب السوداني المسكين المنهوب.. لن تفاجأ بصوت راعد يأتي من خلف مقعدك أو حتى من «الكنبة» الأخيرة وهو يخترق أذنيك ويكاد «يخرم» طبلة اذنك متسائلاً في غضب بالله سمعتم بفلان المتهم في نهب المليارات الجنيهات.. ليرد عليه آخر «يآخي قالوا في موظفين داخل ولاية كذا استغلوا النفوذ ونهبوا بأوراق مزورة ملايين الجنيهات» ويرد عليهم ذاك الذي يجلس في أول مقعد بعد «الكمساري» وهو يلتفت وكأنه يخاطب جميع الركاب «يا ابن العم المليارات هينة قالوا كمان باعوا اراضي» ليختتم حلقة الونسة في الحافلة التي دخلت الآن موقف «الاستاد» يختتم رجل كبير وخط الشيب فوديه «يا جماعة دي أموالنا نستردها كيف.. وللا نخليهم لي الله».. أنا كنت أتابع كل تلك الونسة التي تشق الفؤاد و «تحش» الكبد.. أتابعها صامتاً متأملاً مفكراً في الاجابة على سؤال الشيخ الوقور الذي تساءل عن كيف نسترد أموالنا.. وهنا كدت أصيح كما أرخميدس الذي انطلق في لحظة جنون أو اكتشاف وهو يصيح.. وجدتها.. وجدتها.. أما أنا فقد وجدت إجابة ساطعة للسؤال كيف نسترد أموالنا.. أو ما العمل؟؟ فقد اكتملت الحلول في رأسي تماماً.. هي حلول لن تسترد مليم أحمر من أموالنا المنهوبة ولكنها اي الحلول ستحيل حياة المختلس أو الوالغ في المال العام تحيل حياته إلى جحيم دونه «سقر» وإليكم الحل.. أولاً وقبل كل «حساب» دعونا نؤكد أن الحكومة كل الحكومة لن تستطيع استرداد «تعريفة» من أي مسؤول ولغ في المال العام.. لسبب بسيط هو إن المختلس أو المتلاعب الوالغ في المال العام.. ليس غشيماً ولا أهبلاً ولا «عويراً» حتى يترك آثاراً لسرقته من شدة ذكائه و «حرافته» ومهارته لن ترى العين المجردة أو حتى مجهر وكالة الفضاء الامريكية «ناسا» حرفاً واحداً من آثاره التي تقود إليه وإلى طريق الأموال المنهوبة.. اذاً ما الحل.. الحل يا أحبة هو في «محكمة المرايا».. لا تضحكوا ولا تسخروا.. أقسم لكم ان محكمة المرايا هي أشدّ ردعاً وقسوة وغلظة حتى من محكمة «نور منبيرج» التي حاكمت جنرالات «النازي» إنها أشد شراسة من محكمة «اولد بيلي» التي أرعبت «أوسكار وايلد».. من منا لا يقف أمام «المرايا» عند إطلالة كل صباح؟؟ هل هناك رجل لا يقف أمام المرآة صبحاً وبعد أن يضع على جسده كل ملابسه التي سوف يخرج بها إلى مكان عمله.. كانت تلك الملابس بدلة «فل سوت» مع ربطة مبهرة للعنق.. أو جلباب ناصع البياض كان أو «سكروته» من آخر ما انتجته «دودة القز» مع شال مزركش الأطراف وعمامة ابيض من شخب الحليب مع «عصاية» أبنوسية «مُحَلْية» عند المقبض بفصوص من الفضة.. وحذاء هو «مركوب» من جلد النمر «رغم أنف البروف محمد عبد الله الريح».. ونواصل