وما زلت في حضرة استاذي علي عبد الله يعقوب.. وما زلت مندهشاً بل مزهواً من الأسئلة القنابل التي كان يمطره بها الاستاذ «حنين» والحق والحقيقة هي تماماً ما يمور ويفور في صدورنا نحن المواطنين ونحن نرى الأحبة الإخوان.. يتحدثون في كل شيء إلا الدِّين.. يتقاتلون في أي شيء إلا الشريعة.. الشريعة التي لم نر منها شيئاً غير هتافات وأناشيد وجلالات و «مديح» وحماسيات منذ عهد القيقم وشنان وحتى اللحظة.. لم نر فيها غير اسماء صحابة ومواقع اسلامية مقدسة حملتها مؤسسات ومخابز.. ومدارس وطرقات.. أما شرع الله المطهر الذي قالوا إنهم انما جاءوا فقط لانزاله على أرض الواقع وتنزيله على شعب السودان.. والحقيقة أنهم لم يضيفوا لقوانين سبتمبر التي أطلقها «نميري» حرفاً أو شولة.. ولا نقطة.. بل كان جل تركيزهم على الحدود وحتى الحدود لم تطل غير المواطنين المساكين.. وبالله عليكم تلفتوا يمنةً ويسرة لتروا العجب فهؤلاء «الإخوان» اجتهدوا اجتهاداً قطعاً يوردهم موارد الهلاك.. وبالله عليكم هل سمعتم «من الله خلقكم» بشيء اسمه «التحلل» ر اجعوا أقوال وأفعال الرسول المعصوم.. لن تجدوا فيها حرفاً واحداً يتحدث عن «التحلل» بل ما زالت كلمات نبي الرحمة تعطر كل فضاء الدنيا.. عندما طلب بعض صحابته من حبه أسامة بن زيد أن يذهب متشفعاً للنبي المعصوم لإيقاف حد من حدود الله في «إمرأة» هنا يحدثنا التاريخ المقدس إن النبي غضب كما لم يغضب قط وخاطب «أسامة» الذي كان يحبه صلوات الله وسلامه عليه وكانت كلماته نصاً.. «أشفاعة في حدٍ من حدود الله يا أسامة.. والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها».. يا إخوان.. أين أولئك الذين حجبتم حتى اسمائهم مراعاة «للأخوة» واكتفيتم فقط باسترداد المال «المنهوب» وقلتم لهم.. اذهبوا فانتم الطلقاء.. ويجيب استاذي علي عبد الله على سؤال عن الضعف الذي اعترى الحركة الاسلامية وهل هو انشغال بالسلطة والثروة.. ونأتي للإجابة.. فقد قال الاستاذ إن ذلك نصف الحقيقة؟؟ ونحن نرى أن ذلك هو كل الحقيقة.. ورغم ذلك نشكر استاذي الجليل على هذا الاعتراف المدوي.. على الأقل إن 50% من ضعف الحركة الاسلامية هو «التكالب» على السلطة والثروة.. ونذهب إلى شق آخر من الإجابة فقد قال الاستاذ إن انقسام الاسلاميين قد اضعف الحركة.. ونحن نقول.. والله اننا كشعب في هذا الوطن ما «ضقنا»العافية ولا انفرجت أساريرنا ولا انزاحت تلك الصخرة الهائلة من صدورنا إلا بعد مفاصلة الاسلاميين.. وأسأل يا مولانا «من طرف» تأتيك الإجابة أن أشد الأيام رعباً وفزعاً وعذاباً وخوفاً وظلاماً ودموية وقسوة في كل عهد «الانقاذ» كانت في العشرة سنوات الأولى والتي كان الاسلاميون فيها وحدة متماسكة صلبة كما كرة الفولاذ.. وكذب من قال بل كذب المثل القائل «إذا تقاتلت الأفيال تموت الحشائش» أما نحن وعندما تقاتلت الأفيال إزددنا نحن رواء وخضرة ونضار.. وها هم الأحبة الاسلاميون يتجمعون من جديد.. ولن نقول «الله يستر» واللهم أجعله خير وأن يجنبنا شرور وأهوال العشرة سنين الأولى.. وقبل أن نودع استاذي الجليل متمنين له دوام الصحة والعافية نختتم بإجابة ذكرتنا أيام الستينيات وهي تحاول عبثاً إعادة الحرب الباردة أو الساخنة التي كانت بين العلمانيين والاسلاميين.. كان السؤال هو ان تقارب الوطني والشعبي أثار حفيظة بعض الأحزاب التي رفضت المشاركة في الحوار؟.. كانت إجابة استاذي هي «أن تقارب الوطني والشعبي أثار حفيظة ومخاوف بعض أحزاب اليسار سواء كانوا شيوعيين أو بعثيين وخلافهم من الذين يرفضوا كل ما هو اسلامي؟؟ يا ألطاف الله.. يا راجل كل هؤلاء يرفضون كل ما هو اسلامي.. ممكن «تقول» كل هؤلاء يرفضون «الاسلاميين» الذين امتلكوا الوطن بكل مفاصله منذ 25 عاماً وتزيد.. وبالله ماذا تركتم للشيوعيين والبعثيين ليفعلوه.. ألم تتدفق القروض الربوية علناً وفي وضح النهار على الدولة.. ألم تنفجر يوماتي فضائح مالية المتهمون فيها من ذوي الأيادي المتوضئة.. ألم.. وألم.. وألم.. وعندنا ألف ألف.. ألم...! نسأل الله أن يهبنا الزمن لنكتب لك عن كل ألم..